الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
قال المصنف رحمه الله تعالى ( nindex.php?page=treesubj&link=1561والمستحب أن ينظر إلى موضع سجوده لما روى nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنه قال { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة لم ينظر إلا إلى موضع سجوده } ) .
( الشرح ) حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس هذا غريب لا أعرفه ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي أحاديث من رواية nindex.php?page=showalam&ids=9أنس وغيره بمعناه وكلها ضعيفة .
( أما حكم المسألة ) فأجمع العلماء على nindex.php?page=treesubj&link=1561_25353_26612استحباب الخشوع والخضوع في الصلاة وغض البصر عما يلهي وكراهة الالتفات في الصلاة وتقريب نظره وقصره على ما بين يديه ، ثم في ضبطه وجهان ( أصحهما ) وهو الذي جزم به المصنف وسائر العراقيين وجماعة من غيرهم أنه يجعل نظره إلى موضع سجوده في قيامه وقعوده ( والثاني ) وبه جزمالبغوي والمتولي يكون نظره في القيام إلى موضع سجوده ، وفي الركوع إلى ظهر قدميه ، وفي السجود إلى أنفه ، وفي القعود إلى حجره ; لأن امتداد البصر يلهي فإذا قصره كان أولى . ودليل الأول أن ترديد البصر من مكان إلى مكان يشغل القلب ويمنع كمال الخشوع ، وفي هذه المسألة فروع وزيادات سنبسطها إن شاء الله تعالى حيث ذكرها المصنف في آخر باب ما يفسد الصلاة .
( فرع ) أما nindex.php?page=treesubj&link=22750تغميض العين في الصلاة ، فقال العبدري من أصحابنا [ ص: 271 ] في باب اختلاف نية الإمام والمأموم : يكره أن يغمض المصلي عينيه في الصلاة قال : قال nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي : وهو مكروه عند أصحابنا أيضا ، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري وقال nindex.php?page=showalam&ids=0016867مالك لا بأس به في الفريضة والنافلة . دليلنا أن nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري قال : إن اليهود تفعله ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي : ولأنه يكره تغميض العين فكذا تغميض العينين هذا ما ذكره العبدري ولم أر هذا الذي ذكره من الكراهة لأحد من أصحابنا ، والمختار أنه لا يكره إذا لم يخف ضررا ; لأنه يجمع الخشوع وحضور القلب ، ويمنع من إرسال النظر وتفريق الذهن ، قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : وقد روينا عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة أنهما كرها تغميض العينين في الصلاة وفيه حديث قال : وليس بشيء .