الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
قال المصنف رحمه الله تعالى ( nindex.php?page=treesubj&link=393_381ويكره أن يرد السلام أو يحمد الله تعالى إذا عطس ، أو يقول مثل ما يقول المؤذن . لأن النبي صلى الله عليه وسلم سلم عليه رجل فلم يرد عليه حتى توضأ ثم قال : كرهت أن أذكر الله تعالى إلا على طهر " ) .
[ ص: 104 ] الشرح ) هذا الحديث صحيح لكن المصنف لم يذكره على وجهه ففوت المقصود منه ، وموضع الدلالة . روى المهاجر بن قنفذ رضي الله عنه قال " { nindex.php?page=hadith&LINKID=459أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول فسلمت عليه فلم يرد علي حتى توضأ ثم اعتذر إلي فقال : إني كرهت أن أذكر الله تعالى إلا على طهر . أو قال : على طهارة } " . رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15395والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه وغيرهم بأسانيد صحيحة . وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي " فسلمت عليه وهو يتوضأ فلم يرد علي " وهذه الرواية قريبة مما ذكره المصنف . وقوله صلى الله عليه وسلم " كرهت أن أذكر الله إلا على طهر " هذه الكراهة بمعنى ترك الأولى لا كراهة تنزيه . واحتج غير المصنف بحديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله عنهما قال " { nindex.php?page=hadith&LINKID=35006مر رجل بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه } " رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم وعن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر : " { nindex.php?page=hadith&LINKID=5296أن رجلا مر على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول فسلم عليه . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأيتني على مثل هذه الحالة فلا تسلم علي فإنك إن فعلت ذلك لم أرد عليك } " رواه ابن ماجه . وهذا الذي ذكره المصنف من كراهة رد السلام وما بعده متفق عليه عندنا ، وكذا التسبيح وسائر الأذكار . قال البغوي في شرح السنة : فإن nindex.php?page=treesubj&link=381عطس على الخلاء حمد الله تعالى في نفسه ، قاله الحسن والشعبي nindex.php?page=showalam&ids=12354والنخعي nindex.php?page=showalam&ids=16418وابن المبارك . قال البغوي : يحمد الله تعالى في نفسه هنا وفي حال الجماع . ثم هذه الكراهة التي ذكرها المصنف والأصحاب كراهة تنزيه لا تحريم بالاتفاق . وحكى nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر الكراهة عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء ومعبد الجهني وعكرمة . وعن nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين قالا : لا بأس به قال nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر : وترك الذكر أحب إلي ولا أؤثم من ذكر . والله أعلم .