( 1481 ) مسألة ; قال : (
nindex.php?page=treesubj&link=20016_1197ويدعو ، ويدعون ، ويكثرون في دعائهم الاستغفار ) وجملته أن الإمام إذا صعد المنبر جلس ، وإن شاء لم يجلس ; لأن الجلوس لم ينقل ، ولا هاهنا أذان ليجلس في وقته ، ثم
nindex.php?page=treesubj&link=1196_1197يخطب خطبة واحدة ، يفتتحها بالتكبير ، وبهذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=16349عبد الرحمن بن مهدي . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ،
nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي : يخطب خطبتين كخطبتي العيدين ; لقول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : صنع النبي صلى الله عليه وسلم كما صنع في العيد . ولأنها أشبهتها في التكبير ، وفي صفة الصلاة ، فتشبهها في الخطبتين .
ولنا ، قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : لم يخطب كخطبتكم هذه ، ولكن لم يزل في الدعاء والتضرع والتكبير . وهذا يدل على أنه ما فصل بين ذلك بسكوت ولا جلوس . ولأن كل من نقل الخطبة لم ينقل خطبتين ، ولأن المقصود إنما هو دعاء الله تعالى ليغيثهم ، ولا أثر لكونها خطبتين في ذلك ، والصحيح من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه قال : صلى ركعتين ،
[ ص: 152 ] كما كان يصلي في العيد . ولو كان النقل كما ذكروه ، فهو محمول على الصلاة ، بدليل أول الحديث .
ويستحب أن يستفتح الخطبة بالتكبير ، كخطبة العيد ، ويكثر من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ويقرأ كثيرا : {
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=10استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا } وسائر الآيات التي فيها الأمر به ، فإن الله تعالى وعدهم بإرسال الغيث إذا استغفروه . وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه أنه خرج يستسقي ، فلم يزد على الاستغفار ، وقال : لقد استسقيت بمجاديح السماء .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز ، أنه كتب إلى
nindex.php?page=showalam&ids=17188ميمون بن مهران يقول : قد كتبت إلى البلدان أن يخرجوا إلى الاستسقاء إلى موضع كذا وكذا ، وأمرتهم بالصدقة والصلاة ، قال الله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=14قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى } . وأمرتهم أن يقولوا كما قال أبوهم
آدم : {
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=23ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين } . ويقولوا كما قال
نوح : {
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=47وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين } . ويقولوا كما قال
يونس : {
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=87فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين } . ويقولوا كما قال
موسى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=16رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم } .
ولأن المعاصي سبب انقطاع الغيث ، والاستغفار والتوبة تمحو المعاصي المانعة من الغيث ، فيأتي الله به .
ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو بدعائه ، فروى
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر {
nindex.php?page=hadith&LINKID=14924أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا مريعا نافعا غير ضار عاجلا غير آجل } . رواه
أبو داود . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : مريعا يروى على وجهين بالياء والباء ، فمن رواه بالياء جعله من المراعة ، يقال : أمرع المكان : إذا أخصب ، ومن رواه مربعا ، كان معناه منبتا للربيع .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة قالت : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=20567شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحوط المطر ، فأمر بمنبر فوضع له في المصلى ، ووعد الناس يوما يخرجون فيه ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بدا حاجب الشمس ، فقعد على المنبر ، فكبر ، وحمد الله ، ثم قال : إنكم شكوتم جدب دياركم ، واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم ، وقد أمركم الله أن تدعوه ، ووعدكم أن يستجيب لكم . ثم قال : { nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=2الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين } لا إله إلا هو يفعل ما يريد ، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء ، أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى حين . ثم رفع يديه ، فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه ، ثم حول إلى الناس ظهره وقلب أو حول رداءه ، وهو رافع يديه ، ثم أقبل على الناس ، فنزل ، فصلى ركعتين } . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو {
nindex.php?page=hadith&LINKID=14923 : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استسقى ، قال : اللهم اسق عبادك وبهائمك ، وانشر رحمتك ، وأحي بلدك الميت } . رواهما
أبو داود .
روى
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة ، بإسناده في " غريب الحديث " ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس : أن النبي صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=18406خرج للاستسقاء ، فصلى بهم ركعتين ، يجهر فيهما بالقراءة ، وكان يقرأ في العيدين والاستسقاء في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب ، و " سبح اسم ربك الأعلى " ، وفي الركعة الثانية فاتحة الكتاب ، و " هل أتاك حديث الغاشية " ، فلما قضى صلاته استقبل القوم بوجهه ، [ ص: 153 ] وقلب رداءه ، ورفع يديه ، وكبر تكبيرة قبل أن يستسقي ، ثم قال : اللهم اسقنا وأغثنا ، اللهم اسقنا غيثا مغيثا ، وحيا ربيعا ، وجدا طبقا غدقا مغدقا مونقا ، هنيئا مريئا مريعا مربعا مرتعا ، سائلا مسبلا مجللا ، ديما درورا ، نافعا غير ضار ، عاجلا غير رائث ; اللهم تحيي به البلاد ، وتغيث به العباد ، وتجعله بلاغا للحاضر منا والباد ، اللهم أنزل في أرضنا زينتها ، وأنزل علينا في أرضنا سكنها ، اللهم أنزل علينا من السماء ماء طهورا ، فأحيي به بلدة ميتا ، وأسقه مما خلقت أنعاما وأناسي كثيرا . }
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة : المغيث : المحيي بإذن الله تعالى . والحيا : الذي تحيا به الأرض والمال . والجدا : المطر العام ، ومنه أخذ جدا العطية ، والجدوى مقصور . والطبق : الذي يطبق الأرض . والغدق والمغدق : الكثير القطر . والمونق : المعجب . والمريع : ذو المراعة والخصب . والمربع من قولك : ربعت مكان كذا : إذا أقمت به . واربع على نفسك : ارفق .
والمرتع : من رتعت الإبل ، إذا أرعت . والسابل : من السبل ، وهو المطر . يقال سبل سابل ، كما يقال : مطر ماطر . والرائث : البطيء . والسكن : القوة ، لأن الأرض تسكن به .
وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا استسقى ، قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=25430اللهم اسقنا غيثا مغيثا ، هنيئا مريعا ، غدقا مجللا ، طبقا سحا دائما ، اللهم اسقنا الغيث ، ولا تجعلنا من القانطين ، اللهم إن بالعباد والبلاد من اللأواء والضنك والجهد ما لا نشكوه إلا إليك ، اللهم أنبت لنا الزرع ، وأدر لنا الضرع ، واسقنا من بركات السماء ، وأنزل علينا من بركاتك ، اللهم ارفع عنا الجهد والجوع والعري ، واكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه غيرك ، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا ، فأرسل السماء علينا مدرارا }
( 1481 ) مَسْأَلَةٌ ; قَالَ : (
nindex.php?page=treesubj&link=20016_1197وَيَدْعُو ، وَيَدْعُونَ ، وَيُكْثِرُونَ فِي دُعَائِهِمْ الِاسْتِغْفَارَ ) وَجُمْلَتُهُ أَنَّ الْإِمَامَ إذَا صَعِدَ الْمِنْبَرَ جَلَسَ ، وَإِنْ شَاءَ لَمْ يَجْلِسْ ; لِأَنَّ الْجُلُوسَ لَمْ يُنْقَلْ ، وَلَا هَاهُنَا أَذَانٌ لِيَجْلِسَ فِي وَقْتِهِ ، ثُمَّ
nindex.php?page=treesubj&link=1196_1197يَخْطُبُ خُطْبَةً وَاحِدَةً ، يَفْتَتِحُهَا بِالتَّكْبِيرِ ، وَبِهَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16349عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13790وَالشَّافِعِيُّ : يَخْطُبُ خُطْبَتَيْنِ كَخُطْبَتَيْ الْعِيدَيْنِ ; لِقَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : صَنَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا صَنَعَ فِي الْعِيدِ . وَلِأَنَّهَا أَشْبَهَتْهَا فِي التَّكْبِيرِ ، وَفِي صِفَةِ الصَّلَاةِ ، فَتُشْبِهُهَا فِي الْخُطْبَتَيْنِ .
وَلَنَا ، قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : لَمْ يَخْطُبْ كَخُطْبَتِكُمْ هَذِهِ ، وَلَكِنْ لَمْ يَزَلْ فِي الدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ وَالتَّكْبِيرِ . وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ مَا فَصَلَ بَيْنَ ذَلِكَ بِسُكُوتٍ وَلَا جُلُوسٍ . وَلِأَنَّ كُلَّ مَنْ نَقَلَ الْخُطْبَةَ لَمْ يَنْقُلْ خُطْبَتَيْنِ ، وَلِأَنَّ الْمَقْصُودَ إنَّمَا هُوَ دُعَاءُ اللَّهِ تَعَالَى لِيُغِيثَهُمْ ، وَلَا أَثَرَ لِكَوْنِهَا خُطْبَتَيْنِ فِي ذَلِكَ ، وَالصَّحِيحُ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ : صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ،
[ ص: 152 ] كَمَا كَانَ يُصَلِّي فِي الْعِيدِ . وَلَوْ كَانَ النَّقْلُ كَمَا ذَكَرُوهُ ، فَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى الصَّلَاةِ ، بِدَلِيلِ أَوَّلِ الْحَدِيثِ .
وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَسْتَفْتِحَ الْخُطْبَةَ بِالتَّكْبِيرِ ، كَخُطْبَةِ الْعِيدِ ، وَيُكْثِرَ مِنْ الِاسْتِغْفَارِ وَالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَقْرَأَ كَثِيرًا : {
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=10اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا } وَسَائِرَ الْآيَاتِ الَّتِي فِيهَا الْأَمْرُ بِهِ ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَعَدَهُمْ بِإِرْسَالِ الْغَيْثِ إذَا اسْتَغْفَرُوهُ . وَرُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ خَرَجَ يَسْتَسْقِي ، فَلَمْ يَزِدْ عَلَى الِاسْتِغْفَارِ ، وَقَالَ : لَقَدْ اسْتَسْقَيْت بِمَجَادِيحِ السَّمَاءِ .
وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16673عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، أَنَّهُ كَتَبَ إلَى
nindex.php?page=showalam&ids=17188مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ يَقُولُ : قَدْ كَتَبْت إلَى الْبُلْدَانِ أَنْ يَخْرُجُوا إلَى الِاسْتِسْقَاءِ إلَى مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا ، وَأَمَرْتُهُمْ بِالصَّدَقَةِ وَالصَّلَاةِ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=14قَدْ أَفْلَح مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى } . وَأَمَرْتهمْ أَنْ يَقُولُوا كَمَا قَالَ أَبُوهُمْ
آدَم : {
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=23رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ } . وَيَقُولُوا كَمَا قَالَ
نُوحٌ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=47وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنْ الْخَاسِرِينَ } . وَيَقُولُوا كَمَا قَالَ
يُونُسُ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=87فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إنِّي كُنْتُ مِنْ الظَّالِمِينَ } . وَيَقُولُوا كَمَا قَالَ
مُوسَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=16رَبِّ إنِّي ظَلَمْت نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } .
وَلِأَنَّ الْمَعَاصِيَ سَبَبُ انْقِطَاعِ الْغَيْثِ ، وَالِاسْتِغْفَارُ وَالتَّوْبَةُ تَمْحُو الْمَعَاصِيَ الْمَانِعَةَ مِنْ الْغَيْثِ ، فَيَأْتِي اللَّهُ بِهِ .
وَيُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَدْعُو بِدُعَائِهِ ، فَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرٌ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=14924أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا مَرِيئًا مَرِيعًا نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ عَاجِلًا غَيْرَ آجِلٍ } . رَوَاهُ
أَبُو دَاوُد . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14228الْخَطَّابِيُّ : مَرِيعًا يُرْوَى عَلَى وَجْهَيْنِ بِالْيَاءِ وَالْبَاءِ ، فَمَنْ رَوَاهُ بِالْيَاءِ جَعَلَهُ مِنْ الْمُرَاعَةِ ، يُقَال : أَمْرَعَ الْمَكَانُ : إذَا أَخْصَبَ ، وَمَنْ رَوَاهُ مُرْبِعًا ، كَانَ مَعْنَاهُ مُنْبِتًا لِلرَّبِيعِ .
وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ قَالَتْ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=20567شَكَا النَّاسُ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُحُوطَ الْمَطَرِ ، فَأَمَرَ بِمِنْبَرٍ فَوُضِعَ لَهُ فِي الْمُصَلَّى ، وَوَعَدَ النَّاسَ يَوْمًا يَخْرُجُونَ فِيهِ ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَدَا حَاجِبُ الشَّمْسِ ، فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ ، فَكَبَّرَ ، وَحَمِدَ اللَّهَ ، ثُمَّ قَالَ : إنَّكُمْ شَكَوْتُمْ جَدْبَ دِيَارِكُمْ ، وَاسْتِئْخَارَ الْمَطَرِ عَنْ إبَّانِ زَمَانِهِ عَنْكُمْ ، وَقَدْ أَمَرَكُمْ اللَّهُ أَنْ تَدْعُوهُ ، وَوَعَدَكُمْ أَنْ يَسْتَجِيبَ لَكُمْ . ثُمَّ قَالَ : { nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=2الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } لَا إلَهَ إلَّا هُوَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ، اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ الْغَنِيُّ وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ ، أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ وَاجْعَلْ مَا أَنْزَلْت لَنَا قُوَّةً وَبَلَاغًا إلَى حِينٍ . ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ، فَلَمْ يَزَلْ فِي الرَّفْعِ حَتَّى بَدَا بَيَاضُ إبِطَيْهِ ، ثُمَّ حَوَّلَ إلَى النَّاسِ ظَهْرَهُ وَقَلَبَ أَوْ حَوَّلَ رِدَاءَهُ ، وَهُوَ رَافِعٌ يَدَيْهِ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ ، فَنَزَلَ ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ } . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرو {
nindex.php?page=hadith&LINKID=14923 : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا اسْتَسْقَى ، قَالَ : اللَّهُمَّ اسْقِ عِبَادَك وَبَهَائِمَك ، وَانْشُرْ رَحْمَتَك ، وَأَحْيِ بَلَدَك الْمَيِّتَ } . رَوَاهُمَا
أَبُو دَاوُد .
رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ ، بِإِسْنَادِهِ فِي " غَرِيبِ الْحَدِيثِ " ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=18406خَرَجَ لِلِاسْتِسْقَاءِ ، فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَتَيْنِ ، يَجْهَرُ فِيهِمَا بِالْقِرَاءَةِ ، وَكَانَ يَقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ وَالِاسْتِسْقَاءِ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ ، و " سَبِّحْ اسْمَ رَبِّك الْأَعْلَى " ، وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ ، و " هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ " ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ اسْتَقْبَلَ الْقَوْمَ بِوَجْهِهِ ، [ ص: 153 ] وَقَلَبَ رِدَاءَهُ ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ ، وَكَبَّرَ تَكْبِيرَةً قَبْلَ أَنْ يَسْتَسْقِيَ ، ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اسْقِنَا وَأَغِثْنَا ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا ، وَحَيًّا رَبِيعًا ، وَجَدًّا طَبَقًا غَدَقًا مُغْدِقًا مُونِقًا ، هَنِيئًا مَرِيئًا مَرِيعًا مَرْبَعًا مَرْتَعًا ، سَائِلًا مُسْبِلًا مُجَلِّلًا ، دِيَمًا دَرُورًا ، نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ ، عَاجِلًا غَيْرَ رَائِثٍ ; اللَّهُمَّ تُحْيِي بِهِ الْبِلَادَ ، وَتُغِيثُ بِهِ الْعِبَادَ ، وَتَجْعَلُهُ بَلَاغًا لِلْحَاضِرِ مِنَّا وَالْبَادِ ، اللَّهُمَّ أَنْزِلْ فِي أَرْضِنَا زِينَتَهَا ، وَأَنْزِلْ عَلَيْنَا فِي أَرْضِنَا سَكَنَهَا ، اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا ، فَأَحْيِي بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا ، وَأَسْقِهِ مِمَّا خَلَقْت أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا . }
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ : الْمُغِيثُ : الْمُحْيِي بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى . وَالْحَيَا : الَّذِي تَحْيَا بِهِ الْأَرْضُ وَالْمَالُ . وَالْجَدَّا : الْمَطَرُ الْعَامُّ ، وَمِنْهُ أُخِذَ جَدَّا الْعَطِيَّةِ ، وَالْجَدْوَى مَقْصُورٌ . وَالطَّبَقُ : الَّذِي يُطْبِقُ الْأَرْضَ . وَالْغَدَقُ وَالْمُغْدِقُ : الْكَثِيرُ الْقَطْرِ . وَالْمُونِقُ : الْمُعْجِبُ . وَالْمَرِيعُ : ذُو الْمَرَاعَةِ وَالْخِصْبِ . وَالْمَرْبَعُ مِنْ قَوْلِك : رَبَعْت مَكَانَ كَذَا : إذَا أَقَمْت بِهِ . وَارْبَعْ عَلَى نَفْسِك : اُرْفُقْ .
وَالْمَرْتَعُ : مِنْ رَتَعَتْ الْإِبِلُ ، إذَا أَرْعَتْ . وَالسَّابِلُ : مِنْ السَّبْلِ ، وَهُوَ الْمَطَرُ . يُقَال سَبَلٌ سَابِلٌ ، كَمَا يُقَال : مَطَرٌ مَاطِرٌ . وَالرَّائِثُ : الْبَطِيءُ . وَالسَّكَنُ : الْقُوَّة ، لِأَنَّ الْأَرْضَ تَسْكُنُ بِهِ .
وَرُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إذَا اسْتَسْقَى ، قَالَ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=25430اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا ، هَنِيئًا مَرِيعًا ، غَدَقًا مُجَلِّلًا ، طَبَقًا سَحًّا دَائِمًا ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ ، وَلَا تَجْعَلْنَا مِنْ الْقَانِطِينَ ، اللَّهُمَّ إنَّ بِالْعِبَادِ وَالْبِلَادِ مِنْ اللَّأْوَاءِ وَالضَّنْكِ وَالْجَهْدِ مَا لَا نَشْكُوهُ إلَّا إلَيْك ، اللَّهُمَّ أَنْبِتْ لَنَا الزَّرْعَ ، وَأَدِرَّ لَنَا الضَّرْعَ ، وَاسْقِنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ ، وَأَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ ، اللَّهُمَّ ارْفَعْ عَنَّا الْجَهْدَ وَالْجُوعَ وَالْعُرْيَ ، وَاكْشِفْ عَنَّا مِنْ الْبَلَاءِ مَا لَا يَكْشِفُهُ غَيْرُك ، اللَّهُمَّ إنَّا نَسْتَغْفِرُك إنَّك كُنْت غَفَّارًا ، فَأَرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْنَا مِدْرَارًا }