( 245 ) مسألة : قال : والارتداد عن الإسلام . وجملة ذلك أن . وهذا قول الردة تنقض الوضوء ، وتبطل التيمم الأوزاعي . وهي الإتيان بما يخرج به عن الإسلام ; إما نطقا ، أو اعتقادا ، أو شكا ينقل عن الإسلام ، فمتى عاود إسلامه ورجع إلى دين الحق ، فليس له الصلاة حتى يتوضأ ، وإن كان متوضئا قبل ردته ، وقال وأبي ثور أبو حنيفة ومالك : لا يبطل الوضوء بذلك ، والشافعي في بطلان التيمم به قولان لقول الله تعالى : { وللشافعي ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم } فشرط الموت ; ولأنها طهارة فلا تبطل بالردة ، كالغسل من الجنابة .
ولنا : قوله تعالى : { لئن أشركت ليحبطن عملك } والطهارة عمل ، وهي باقية حكما تبطل بمبطلاتها فيجب أن تحبط بالشرك ; ولأنها عبادة يفسدها الحدث فأفسدها الشرك ، كالصلاة والتيمم ; ولأن الردة حدث ، بدليل قول الحدث حدثان ; حدث اللسان ، وحدث الفرج ، وأشدهما حدث اللسان . ابن عباس
وإذا أحدث لم تقبل صلاته بغير وضوء ; لقول النبي صلى الله عليه وسلم { } . متفق عليه وما ذكروه تمسك بدليل الخطاب ، والمنطوق مقدم عليه ; ولأنه شرط الموت لجميع المذكور في الآية ، وهو حبوط العمل والخلود في النار ، وأما غسل الجنابة فلا يتصور فيه الإبطال ، وإنما يجب الغسل بسبب جديد يوجبه ، وهنا يجب الغسل أيضا عند من أوجب على من أسلم الغسل . لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ