الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 5948 ) فصل : إذا قال لامرأته : أنت طالق اليوم ، إن لم أطلقك اليوم . ولم يطلقها ، طلقت إذا بقي من اليوم ما لا يتسع لتطليقها فيه ، على مقتضى هذه المسألة . وهذا اختيار أبي الخطاب ، وقول أصحاب الشافعي . وحكى القاضي فيها وجهين ; هذا ، ووجها آخر أن الطلاق لا يقع . وحكي ذلك عن أبي بكر ، وابن سريج ، لأن محل الطلاق اليوم ، ولا يوجد شرط طلاقها إلا بخروجه ، فلا يبقى من محل طلاقها ما يقع الطلاق فيه .

                                                                                                                                            ولنا ، أن خروج اليوم يفوت به طلاقها ، فوجب وقوعه قبله في آخر وقت الإمكان كموت أحدهما في اليوم ; وذلك لأن معنى يمينه ; إن فاتني طلاقك اليوم فأنت طالق فيه . فإذا بقي من اليوم ما لا يتسع لتطليقها ، فقد فاته طلاقها فيه ، فوقع حينئذ ، كما يقع طلاقه في مسألتنا في آخر حياة أولهما موتا . وما ذكروه باطل بما لو مات أحدهما في اليوم ; فإن محل طلاقها يفوت بموته ، ومع ذلك فإن الطلاق يقع قبيل موته ، كذا هاهنا . ولو قال لها : أنت طالق اليوم ، إن لم أتزوج عليك اليوم ، أو إن لم اشتر لك اليوم ثوبا . ففيه الوجهان . والصحيح منهما وقوع الطلاق بها ، إذا بقي من اليوم ما لا يتسع لفعل المحلوف عليه فيه . وإن قال لها : أنت طالق إن لم أطلقك اليوم طلقت ، بغير خلاف .

                                                                                                                                            وفي محل وقوعه وجهان ; أحدهما ، في آخر اليوم . والثاني ، بعد خروجه . وإن قال لها : أنت طالق اليوم ، إن لم أطلقك . فهو كقوله : أنت طالق اليوم ، إن لم أطلقك اليوم . لأنه جعل عدم طلاقها شرطا لطلاقها اليوم ، والشرط يتقدم المشروط .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية