مهمات أساسية أمام الجامعات الإسلامية
لا شك أن المهام التعليمية في الجامعات الإسلامية تمر بظروف صعبة فأمامها مهمة خطيرة هـي:
تكوين هـيئة تدريس جامعية تكفي لسد احتياجات التعليم الإسلامي، وإعادة صياغة أو تأسيس العلوم التربوية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية في ظل النظرة الإسلامية الكلية للكون والحياة والإنسان، وتقديم الأدب العربي المعاصر ونظرياته النقدية في إطار إسلامي، وعرض الدراسات الإسلامية الشرعية بالاستفادة من الوسائل التعليمية المتقدمة، وبروح تمس المشاكل المعاصرة ولا تغيب عن الحاضر متخلية عن معالجة المشاكل المعاصرة، لتعالج مشاكل القرن الثاني والثالث الهجريين، وبذلك تمضي في متاهات تستنفد طاقاتها دون جدوى، ودفع هـذه الدراسات في مسارات واقعية، فلا ينبغي أن يوغل علم العقيدة في مهاجمة مدارس الكلام والمنطقيين والفلاسفة الذين كان لهم دور في القرون الأولى متخليا عن نقد الفلسفات الحديثة والتيارات المعاصرة، وبذلك يغرق الطلبة في معارك وهمية، تشبه معركة " دون كيشوت " مع الطواحين، حتى إذا ما واجهوا المعركة الحقيقية أحسوا بالإخفاق والعجز؛ لأنهم لا يمتلكون " الأسلحة اللازمة " .
إن التركيز على عقيدة التوحيد ينبغي أن يأخذ الحيز الأكبر بدل [ ص: 112 ] استعراض جزئيات من مقالات الفرق المنحرفة والتي لم تعد مطروحة في ساحة الفكر المعاصر.
إن مواجهة الواقع وتلبية احتياجاته من أهم مستلزمات التعليم الإسلامي في الوقت الحاضر، ليبتعد عن الدوران في حلقات مفرغة، وليلبي متطلبات التنمية في العالم الإسلامي ويقودها.
ومن المهام الأساسية أيضا:
وضع استراتيجية للدراسات الإسلامية وللثقافة الإسلامية ترتكز على ما يلي:
1- دراسة ماضي وحاضر الثقافة الإسلامية، دراسة نقدية لاستجلاء مواطن القوة والضعف، والإفادة من الإيجابيات والتخلي عن السلبيات.
2- دراسة خصائص الثقافة الإسلامية، ومدى ملاءمة طرق التدريس المعاصرة لها.
3- مراعاة مبدأ تراكم المعرفة في النتاج الحديث، وتحديد مدى توافر الأصالة والمعاصرة فيه.
ولا يتم ذلك إلا بإيجاد حركة نقدية واعية وواسعة تعين على التقويم، وترصد المسيرة الثقافية وتبين مدى تطابقها مع الاستراتيجية المرسومة. [ ص: 113 ]
4- الإفادة من تكنولوجيا التعليم على نطاق واسع في التعليم الإسلامي ومراكز البحوث الإسلامية.
5- وضع ضوابط محددة للانفتاح على الثقافات العالمية للاستفادة من تجربة المجتمع الإسلامي الأول في مواجهة الحضارات العالمية.