( 6 ) توفر أسباب الانحراف لدى الشباب
مع وجود الفراغ، وغياب التربية، وضعف سلطة الأسرة، والمثيرات المهيجة للجنس يكون هـناك اندفاع نحو الانحراف. وهناك [ ص: 46 ] عامل متمم وهو وجود المال الذي يدفع الشباب إلى الهجرة، لا إلى العلم والمعرفة، ولكن للمتعة المحرمة واللهو غير البريء، وقد سبق لمجلة " اليمامة " السعودية أن أجرت حوارا مع الشباب الذي يهاجر في الصيف في عددها رقم 657. والحوار مثال على كثير من ا لأمثلة المتكررة من مكان لآخر، يقول أحد الشبان الجامعيين: [الكثيرون ممن يذهبون إلى الخارج يكونون بعيدين جدا عن فوائد السفر.. عن زيارة المتاحف، والأماكن الأثرية التي تكثف لديهم الخلفية الثقافية والتعرف على ثقافة تلك الشعوب] ويقول آخر: [إن توفر القروش بالنسبة للجميع - في الغالب - هـو سبب الخروج ] ويقول شاب ثالث: [يجب أن يكون تحقيقكم هـذا عن الطاعنين في السن الذين يذهبون للخارج.. هـم أولى بأن يكونوا موضوعا لتحقيقكم.. إن " التصابي " الذي يمارسه أكثر من مسن أثناء فترة الاصطياف أمر مشين حقا.. إن للسن احترامه بالطبع؛ ولكن أن تأخذ الأشياء ألوانا غير ألوانها فهذا ما نرفضه، إنهم القدوة، لذلك قبل أن تعاقبوا الشباب فعليكم وضع الفئة المسنة في الصورة تماما؛ فهم أولى بالنصح والإرشاد ] وهذا صحيح ولكن هـذا الشاب لا يعلم أن الذي يبدأ شبابه بهذه الصورة ويستمر فيها تظل الصورة ملازمة له حتى في كهولته. وعن الجانب الاقتصادي يقول التحقيق حول سؤال وجه لصاحب إحدى الوكالات السياحية العالمية للسفر عن عدد التذاكر المصروفة للشباب خلال شهرين فقط فأجاب [بلغ عدد التذاكر سبعمائة ألف تذكرة (700.000 ) في مدينة واحدة فقط ] أما عن توقعاته لما سيصرف خلال الشهر القادم فقال: [يتوقع أن يرتفع هـذا الرقم إلى تسعمائة ألف تذكرة ] وحول السعر الإجمالي لهذه التذاكر تقريبا قال: [حوالي سبعين مليون ريال!! ] [ ص: 47 ] أما أكثر الجهات التي يقصدها الشباب فأشار إلى أن شرقي آسيا هـو المكان الذي يستقطب عقل واتجاه الشباب أكثر من أي مكان آخر.