الفصل الأول
مصـدر الـديـن
إن من أسس العقيدة الإسلامية أن المصدر الوحيد للدين هـو الوحي. والوحي منضبط محدد في أصلين، هـما القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف. وكل من هـذين الأصلين منحصر في نص محدد، تناقلته أجيال الأمة في المصحف الشريف بالنسبة للقرآن،وفي دواوين السنة بالنسبة للحديث. ولهذا النص المستوعب للوحي خصائص وأحكام، سواء في طبيعته من حيث هـو وحي إلهي، أو من حيث تحمله لتعاليم الهدي، أو من حيث طريقة عرضه إياها على الناس، لتتمثلها العقول على سبيل التكليف.
ويتوقف فهم الدين إلى حد كبير على معرفة تلك الخصائص والأحكام، وقد أدى الجهل بها أو تجاهلها قديما وحديثا إلى انحراف في الفهم، بلغ أحيانا إلى ما يهدم الدين نفسه، وينقضه في أساسه وسنعرض فيما يلي الأصول الكبرى لخصائص النص في طبيعته، وفي طريقة عرضه للدين تلخيصا في الأكثر لما أفاض في [ ص: 45 ] بيانه تفصيلا علماء أصول الفقه. ونلحق ذلك بحديث عن دور التراث الإسلامي في فهم الدين، وبيان طبيعة ذلك الدور، وما إذا كان فيه مجال للإلزام بوجه من الوجوه.