التثقيف الحضاري والعصر العالمي
فكما أشرنا في موضوع الربط الحضاري، أنه يقتضي وعيا على التطورات الراهنة للبشرية، فإن نفس الشيء يستدعيه فهم مفصل التثقيف الحضاري.. ولكي نفهم النموذج التغييري الإسلامي، في:
- رؤيته، ورسالته، ومشروعه،
- ومنهج تطبيقه،
- ومنهج المحافظة عليه، [ ص: 137 ]
- ومنهج توريثه للاجيال،
- وفي منهج استمراره وتواصله،
علينا أن نعي بأن هـذا المفصل بحاجة إلى شروط، ومنهجيات، ووسائل، وأدوات، نذكر منها ضرورات قيام مؤسسات، من أجل:
- استقبال منتجات عالم الربط، من أفكار، وأشياء، وأشخاص، وتساؤلات، ومشكلات تحتاج إلى حلول.
- تأهيل الأفراد في مجال الوعي بالمشروع الاجتماعي، والبديل الإسلامي.
- تكوين الإنسان منهجيا، ومعرفيا، وروحيا، وسلوكيا، وتأهيله ليتطابق مع نموذجه.
- تشكيل القدرات الإنجازية لدى الأفراد، والجماعات.
- الصياغة المشروعية، والتنفيذية لنظم النموذج الإسلامي، القانونية، والتشريعية، والاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية.. إلخ.
ولكي تقوم مؤسسات التثقيف بهذه الوظائف وغيرها، فهي بحاجة إلى ما يلي:
- إنشاء مؤسسات للفكر، والمعرفة، تقوم بإعداد مشاريع، ومنهجيات التثقيف.
- إنشاء مؤسسات للاتصال بين عالم الربط الحضاري، وعالم التثقيف الحضاري، بغرض مفصلة العمل التغييري، وربطه ببعضه بعضا، في وحدة عضوية متكاملة.
- مؤسسات التوجيه، والتقويم،
- مؤسسات توزيع ونشر المشاريع، والمخططات، وتطبيقها على الأفراد والجماعات.
- مؤسسات استثمار الأفكار، والأشخاص، وتوليد الطاقة الحيوية، والبدائل الضرورية. [ ص: 138 ]
من هـنا تظهر لنا أهمية هـذا المفصل التغييري، كمرحلة وسيطة لازمة، تعود إليها الكلمة في نجاح المشاريع أو فشلها، وفي تزويد حركة التغيير بالأفكار، والمناهج في كل أطوارها السابقة واللاحقة، كما سنلاحظ بعد قليل، إن شاء الله.