فلسفة مهارات الاتصال
في المصطلح
مهر الشي، وفيه، وبه مهارة: أحكمه وصار به حاذقا فهو ماهر
[1] فالمهارة إتقان أداء فعل ما على أكمل صورة باعتماد خبرة وممارسة وحضور بديهة نابهة. ويقابلها بالإنجليزية (SKill) .
والاتصال يعني: الوصل أو التواصل أو الوصال أو الصلة بين فرد وآخر أو بين فرد وجماعة أو العكس، وذلك في علاقة هـادفة تقتضيها مصلحة الطرفين. وقد درج مفهوم الاتصال في العصر الحديث حتى أصبح شائعا يدل على الروابط والعلاقات المشتركة بين فئات متعددة. وهو بالإنجليزية (Communication) كما أصبحت مهارات الاتصال مادة دراسية تعد دارسها للحياة الناجحة.
ويمكن تعريف الاتصال تعريفا إجرائيا على أنه «العملية التي يتم بها انتقال المعرفة من شخص لآخر حتى تصبح مشاعا بينهما وتؤدي إلى التفاهم بين هـذين الشخصين أو أكثر، وبذلك يصبح لهذه العملية عناصر ومكونات، ولها اتجاه تسير فيه، وهدف تسعى إلى تحقيقه، ومجال تعمل فيه ويؤثر فيها». [2] [ ص: 37 ]
عناصر ومكونات، ولها اتجاه تسير فيه، وهدف تسعى إلى تحقيقه، ومجال تعمل فيه ويؤثر فيها».
[3]
وقد غدت مهارات الاتصال في أميركا تخصصا معروفا ومهما بسبب النهضة الاتصالية العالية في مجال الإعلام السياسي والاقتصادي والاجتماعي والدولي عامة، إذ يدرس هـذا التخصص تحت عنوان فنون الاتصال (Communication Arts) . والتفت المفكرون في كل أنحاء أوربا إلى أهمية الاتصال في معاهد الإدارة العامة والمحاكم والمؤسسات التربوية فعدوه علما اجتماعيا جديدا. وتنبهت المنظمات الدولية الإنسانية كاليونسكو إلى فن الاتصال بصفته حقا إنسانيا مشروعا للفرد في كل مكان في العالـم، فله الحـق في أن يرى ويرى ويختار ويرسـل ويسـتقبل، وله كل الـحق في أن يعبر عن رأيه بحرية.
[4]
كما تسعى الأمم المتحدة إلى منع نشوب المنازعات عن طريق معالجة أسبابها الجذرية، وحل المشاكل بالحوار والتفاوض، وتضمن [ ص: 38 ] لهذه الأجيال الممارسة الكاملة لجميع الحقوق وسبل المشاركة التامة في عملية التنمية لمجتمعاتها.
[5]
فلغـة الحـوار وتبادل الرأي تثري الإلمام بقضـايا الخـلاف أو النـزاع وتقدم الفرصة لأطراف النـزاع لمعرفة أسباب المشكلات وماهية الحلول الناجعة للنـزاع، كما أنها تهدئ النفوس وتفرغها من الاحتقانات وأشكال العصبية والغضب مما سيزيد بالضرورة من التواصل الإيجابي في مضمونه وشكله، وهذا هـو المفتاح الأساسي لحل أي نزاع، فلم يكن العنف أو اللجوء إليه بمختلف أشكاله، الجسدي أو الاجتماعي أو الاقتصادي أو النفسي، حلا لأي نزاع أو خلاف مهما كان جوهره.
[6]