تمهيد
الحمد لله نستعينه، ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سـيئات أعمـالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هـادي له، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا.
وبعد، فإن الأدب سمـي أدبا لأنه يأدب الناس إلى المحامد، وينهاهم عن المقـابح [1] ، وإذا كان مما يلتزم به الأديب فإن الأمر يستقيم، ويصـبح الأدب أداة تربية وتحصين وبناء، فإنه غير معزول عن ثقافة الأمـة، وفي حديثنا عن أدب الأطفال نتحدث عن أدب يحمل قيم هـذه الأمـة؛ لأنه أدب التربية والفعل المنشـود لأولاد الأمة، هـؤلاء الأولاد، فلـذات أكبادنا، هـم المسـتقبل، شئنا أم أبينا، وهم الرجاء. [ ص: 29 ] فهل استطاع الأدب الموجه لهم أن يكون عامل بناء في تكوينهم ؟
وهل تمكن من أن يحول هـذه البراعم إلى أشجار ضاربة الجذور في أعماق أمتها، بحيث تكون سدا منيعا لمواجهة العواصف، وما أكثرها! وهي تعصف بكيان الأمة.
ولعل الواقـع الذي نعيشـه يشكل هـزة شديدة تضعنا أمام تحديات، فهل تسـتطيع الأمة في غدها القريب والبعـيد أن تكون على مسـتوى هـذه الهزات، فلا تفقد ثمـارها الطيبة، وتسـعى إلى الخلاص من كل ما هـو فاسـد، فلا يصل الفساد إلى الجذور، حتى تبقى الثمار زكية؟
نسأل الله أن يكون هـذا، بالفعل والفعل والفعل. [ ص: 30 ]