1- الإسرائيليات
الإسرائيليات كلمة جمع مفردها إسرائيلية نسبة إلى بني إسرائيل، وإسرائيل هـو يعقوب عليه السـلام، وتطـلق على ما جـاء في كتب بني إسرائيل المبدلة والمحرفة من التوراة والزبور وأسفار الأنبياء، إضافة إلى شروحها وشروح التلمود والأساطير والخرافات والأباطيل، وتسمى هـذه العهد القديم ، كما تطلق على الأناجيل المحرفة وشروحها وما اتصل بها من [ ص: 54 ] أساطير وخرافات وتسمى بالعهد الجديد [1] . وقد أدى اتصال أهل الكتاب بالمسلمين إلى دخول الإسرائيليات في كتب التفسير، واعتبر من أسلم منهم الواسطـة في حمل ونقل معـارف أهل الكتاب إلى المسـلمين بصورة عامة، وقد رويت عنهم الأخبار الإسرائيلية دون بيان كذبها وبطلانـها [2] ، ومما هـو جدير بالذكر أن نقل الصحابة، رضي الله عنهم ، عن أهل الكتاب كان أقل من نقل التابعين [3] ، فإنهم، رضي الله عنهم ، كانوا لا يعدلون عما ثبت عن الرسول أفضل الصلاة والسلام من ذلك إلى سؤال أهل الكتاب [4] .
تقسم الإسرائيليات من حيث موافقتها لما في شريعتنا ومخالفتها لها إلى ثلاثة أقسام :
1- ما علمنا صحته مما بأيدينا، مما شهد له بالصدق.
2- ما علمنا كذبه بما عندنا مما يخالفه. [ ص: 55 ]
3- ما هـو مسكوت عنه، لا نؤمن به ولا نكذبه [5] .
وفي كتاب الله العزيز آيات تدعـو الرسـول صلى الله عليه وسلم والمسـلمين إلى سؤال أهل الكتاب،
فمـن ذلك: ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) (الأنبياء:7) ،
وفي الحـديث الصحـيح ( عن الرسـول عليه أفضـل الصـلاة والسـلام: « بلغـوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) [6] . ففي هـذا جواز سـؤالهم مما وقع لـهم، لأن فيه عبرة بشرط ألا يكون كذبا، فما علم كذبه فلا [7] ، وفيه تنبيه من الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم تصديقهم، فقد يأتون بأمور محرفة مبدلة مما لا يجوز للمسلمين روايتها ونشرها [8] .
وقد جاء أناس بعد عصر التابعين اهتموا بالإسرائيليات وأفرطوا في الأخذ منها، لا سيما القصاص الذين كانوا يجلسون إلى العامة يستميلون قلوبهم بما يروونه من أعاجيب تستهويهم [9] ، وبقيت هـذه متداولة في كتب [ ص: 56 ] التفسير والإخباريين، حتى جاء كتاب عصرنا ليقدموها للناس، وكان منهم بعض كتاب أدب الأطفال.
وهكذا دخلت الإسرائيليات حياتنا الثقافية والفكرية، وأصبحت على مسمع ومرأى الكبار والصغار.