خاتمة
في آفاق البحث في موضوع فقه الاستغراب
إن قراءة الغرب قراءة واعية عبر دعوة (فقه الاستغراب) أصبحت ضرورة تمليها تحديات الزمن الحضاري الحالي، وقبل ذلك تمليها الضرورة الشرعية، التي نستشفها من خلال مجموعة من آي القرآن الحاضة على التفكر والتأمل في سير الأمم للمعرفة والاعتبار.
ولا تتحقق هذه القراءة الواعية إلا إذا امتلكنا ناصية العلمية والمنهجية، التي تؤكد المنطلقات الواضحة والأهداف الناصعة والوسائل الناجعة.
وبعدما أسسنا لهذه القراءة بتحديد مفهوم (الآخر) في القرآن والسنة، وتحديد مفاهيم المصطلحات المفتاح لهذا الموضوع وخاصة مفهومي الغرب والاستغراب، وبعدما رسمنا خريطة أولية لاتجاهات استغرابية في الفكر الإسلامي الحديث والمعاصر، ومحددين بدايات الاتصال بالغرب، وما نتج عن ذلك من رؤى وتصورات أطرت المشهد الثقافي والسياسي طيلة الزمن الحديث والمعاصر، ومركزين على رموز فكرية وسياسية معينة، لضيق المجال.
بعد هذا كله، أطمح في أن أكون قد وفقت في وضع لبنة صغيرة تؤسس لرؤية بنائية ومستشرفة لوظيفة (فقه الاستغراب) المطلوبة في ظل التحولات المعاصرة . [ ص: 218 ]