المطلب الأول: نسبه وولادته:
هو أحمد، تقي الدين، أبو العباس، ابن الشيخ شهاب الدين أبي المحاسن عبد الحليم، بن الشيخ مجد الدين أبي البركات، بن أبي محمد عبد الله بن أبي القاسم الخضر، بن علي بن عبد الله، وتعرف هذه الأسرة بأسرة ابن تيمية. [1] [ ص: 34 ]
ولد الشيخ في عاشر [2] ربيع الأول سنة إحدى وستين وستمائة بحران، وقرأ القرآن والفقه وناظر واستدل وهو دون البلوغ وبرع في التفسير، وأفتى ودرس وله نحو العشرين، وكان يتوقد ذكاء، وسمـع من الحديث أكثره، وما نقله للفقه ومذاهب الصحابة والتابعين فضلا عن المذاهب الأربعة فليس له فيه نظير. [3]
وقد أثنى عليه العلمـاء ثناء لا يحصى، منهـا ما قال فيه كمال الدين ابن الزملكاني: "ما رأيت مثله، ولا رأى هو مثل نفسه، وما رأيت أحدا أعلم بكتاب الله وسنة رسوله، ولا أتبع لهما منه". [4]
وقال فيه أيضا: "اجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجهها، وله اليد الطولى في حسن التصنيف وجودة العبارة والترتيب والتقسيم والتبيين". [5]