10- المطابقة والمقابلة:
ومن مظاهر الانسجام في النص القرآني: المطابقة والمقابلة:
والمطابقة الجمع بين متضادين في النص، نحو قوله تعالى: ( فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون ) (التوبة:82)، و ( لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور ) (الحديد:23)، ( وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ) (الكهف:18)، ومن أخفى المطابقات في القرآن الكريم قوله تعالى: ( ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون ) (البقرة: 179)، لأن معنى القصاص القتل، فصار القتل سبب الحياة. ومن الطباق الخفي قوله تعالى: ( مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا ) (نوح:25)، لأن الغرق من صفات الماء، فكأنه جمع بين الماء والنار [1] .
أما المقابلة فتكون بذكر لفظين فأكثر، ثم أضدادها على الترتيب، ومن ذلك قوله تعالى: ( فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى ) (الليل:5-10)؛ قابل بين الإعطاء والبخل، والاتقاء والاستغناء، والتصديق والتكذيب، واليسرى والعسرى، ولما جعل التيسير في الأول مشتركا بين الإعطاء والاتقاء والتصديق، جعل ضده وهو التعسير، مشتركا بين البخل والاستغناء والتكذيب. [ ص: 73 ]