الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      معلومات الكتاب

      نحو قراءة نصية في بلاغة القرآن والحديث

      الأستاذ الدكتور / عبد الرحمن بو درع

      10- المطابقة والمقابلة:

      ومن مظاهر الانسجام في النص القرآني: المطابقة والمقابلة:

      والمطابقة الجمع بين متضادين في النص، نحو قوله تعالى: ( فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون ) (التوبة:82)، و ( لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور ) (الحديد:23)، ( وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ) (الكهف:18)، ومن أخفى المطابقات في القرآن الكريم قوله تعالى: ( ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون ) (البقرة: 179)، لأن معنى القصاص القتل، فصار القتل سبب الحياة. ومن الطباق الخفي قوله تعالى: ( مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا ) (نوح:25)، لأن الغرق من صفات الماء، فكأنه جمع بين الماء والنار [1] .

      أما المقابلة فتكون بذكر لفظين فأكثر، ثم أضدادها على الترتيب، ومن ذلك قوله تعالى: ( فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى ) (الليل:5-10)؛ قابل بين الإعطاء والبخل، والاتقاء والاستغناء، والتصديق والتكذيب، واليسرى والعسرى، ولما جعل التيسير في الأول مشتركا بين الإعطاء والاتقاء والتصديق، جعل ضده وهو التعسير، مشتركا بين البخل والاستغناء والتكذيب. [ ص: 73 ]

      التالي السابق


      الخدمات العلمية