المطلب الأول
أصناف المدعوين وحقوقهم
المدعوون ثلاثة أنواع رئيسة، تتفرع عنهم أصناف وفئات مختلفة من حيث: السن والجنس والكيان الجغرافي والسياسي، ومن حيث درجة التدين والالتزام بالتعاليم والقيم الدينية، نظريا وسلوكيا، ومن حيث المستوى الثقافي والفكري والاجتماعي والاقتصادي، ومن حيث فاعلية التلقي والصدود، والتعامل السلبي أو الإيجابي مع الرسائل والمضامين الدعوية الإسلامية.. وهذه الأنواع الثلاثة هي [1] :
- أولا: أصناف المدعوين:
1 - أصحاب الفطر السوية.
2 - أصحاب الفطر المدخونة.
3 - قوى المناوأة والاستكبار الكيدية الداخلية والتآمرية الخارجية.
وبهذا التقسيم يكون المدعوون قد تشكلوا بوضوح وفق مستويات الفطرة، التي فطر الله الناس عليها، بحيث ينضوي تحت كل نوع من هذه الأنواع [ ص: 149 ] مجموعة من الأصناف والفئات المدعوة: السوية الفطرة: والمدخونة الفطرة: والفاسدة الفطرة.
1 - أصحاب الفطر السوية:
والمدعوون من هذا النوع أصناف عديدة من حيث: السن والجنس والمكانة، والكيان السياسي والاجتماعي، ومن حيث المستوى الفكري والعلمي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي؛ لأن الفوارق المادية والاجتماعية والسياسية والعلمية والثقافية ليست هي معيار التفريق بين المدعوين في المنهجية التصنيفية الإسلامية، إذ التفريق قائم بالأساس بين جمهور المدعوين في بنية التصور الإسلامي على أسس وقواعد الانتماء والولاء العقدي الصحيح لله رب العالمين كما بين لنا ذلك رسوله الكريم محمد، عليه الصلاة والسلام.
فقد قص القرآن الكريم علينا الكثير من النماذج المؤمنة من الرجال والنساء، التي فضلت الجنوح إلى عالم الهدى والرشاد، واستحسنت الإخبات إلى عالم الرضوان والسـكينة، وآثرت الانضواء تحت ظلال الفطرة السوية بالرغم من عفونة وقساوة البيئة والمناخ الديني، وأسن الظروف المحيطة بهم، كحال امرأة الطاغية فرعون المؤمنة، التي قدمها القرآن الكريم كمضرب مثل للمرأة المؤمنة - المتحدية لتناقضات واقعها وفساد ظروفها المحيطة بها- إلى يوم الدين: وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأت فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين (التحريم:11) ، على عكس امرأتي أنبياء الله نوح ولوط، عليهما السـلام، [ ص: 150 ] اللتين كانتا تعيشان في ظلال بيت النبوة الطاهر، المفعم بالفطرة السوية والحياة الراشدة، لكنهما خانتا أمانة مكانة بيت النبوة فقدمهما المولى تبارك وتعالى كمضربي مثل للرافضين لمنهج الفطرة السوية بالرغم من توفر مناخ الهدى والرشاد الملائم، يقول الله تعالى: ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين (التحريم:10).
كما قص علينا القرآن الكريم أيضا نموذجا لرجل توفر له مناخ الحياة الطيبة في ظل الفطرة السوية، ولكنه آثر التمتع بخشاش الأرض بغير منهج الله في الأرض: واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون (الأعراف:175-176).
كما قدم لنا الكثير من الأمثال عن عالم البشر ونماذجه، وحثنا على تفهمها والتعمق في تدبرها، إذ قال: وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون (العنكبوت:43).
ويشكل هذا النوع من المدعوين الطبقة الراقية جدا، والخميرة الصالحة لأي مشروع نهضوي دعوي، حيث يجتمع في هذا النوع المتميز من التجمعات الإنسانية: النقاء العقدي والإيماني، والصفاء التصوري، والاستبصار العقلي، [ ص: 151 ] والسمو الوجداني، والاهتداء السلوكي، والهدى العاطفي، والقصد الرباني، منطلقا وممارسة ووسيلة وغاية.
لذلك يحتاج هذا النوع السوي من المدعوين إلى نوعية راقية ورفيعة من مضامين وأساليب الخطاب الدعوي الأصيل والثابت والعصري المتجدد، وإلى نوعية راقية ومتميزة من الدعاة المتمكنين من فهم وتحليل أدق وأعمق مقاصد المنظومة التشريعية الإسلامية بكلياتها وفروعياتها، القادرين على صناعة خطاب دعوي يستجيب لرحابة وجدانهم المفعم بالإيمان، وأصاله عقلهم المتدبر لمعاني القرآن، ونفاذة تصورهم المحلق حبا وشوقا وحدبا على مستقبل الإسلام.
وإذا توفر لهذا النوع من المدعوين مقومات وعوامل التوجيه الدعوي السوي والفاعل، فإنه سيشكل بدوره أيضا منارات استقطاب دعوية ناجحة، وهوائيات إرشادية شارحة ومفصلة ومحلله ومؤثرة في محور محيطه الديمغرافي المحلي والجهوي والوطني، ولربما الإقليمي أيضا، على مبدأ القرآن العظيم: واجعلنا للمتقين إماما (الفرقان:74).
ويتوزع هذا النوع السوي الفطرة اليوم في مختلف بقاع الأرض، وبين سائر الأمم، ويضم مختلف القوى الإسلامية الفاعلة في عوالم: السياسة والمال والاقتصاد والتجارة والإعلام والعلم والفكر والأدب والفن.
كما يشكل هذا النوع السوي الفطرة أيضا رأس الحربة الذائدة عن الإسلام والمسـلمين في مختلف أنحاء المعمورة، وهم الذين عناهم الله تعالى بقوله: فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين (هود:116) [2] .
[ ص: 152 ] 2 - أصحاب الفطر المدخونة:
والمدعـوون من هذا النوع أصناف عديدة من حيث السن والجنس والكيان السـياسي والاجتماعي، ومن حيث مستوى التدين والالتزام بشعائر وتعاليم الدين، نظريا وعمليا، ومن حيث المستوى الفكري والثقافي والاجتماعي والاقتصادي.
وهذا النوع من المدعوين خاضع لتنازع تياري الخير والشر، اللذين يتوجهان إليه عبر رسائلهما ومضامينهما ووسائلهما، فيميد تارة تحت تأثيرات سيول التدفق الخيرية، وتارة ينصاع لدواعي ونوازع الإبليسية، وبالتالي ينفلت من ضوابط الخيرية الإسلامية، فيداخل فطرته شيء من الدخن الشيطاني المتباين القدر، فيصبح من المؤمنين المسلمين المطبقين لبعض تعاليم الإسلام، ومن المتكاسلين عن تطبيق بعضها الآخر، أو من التاركين لأركان تطبيقية كثيرة منه، ويشكل هذا النوع من المدعوين معظم المسلمين من سكان المعمورة من الناطقين بشهادة التوحيد.
وقد قص القرآن الكريم أمثلة عن هذا النوع من المدعوين ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل ... (النحل:36-37).
[ ص: 153 ] كما نقلت لنا كتب السنة النبوية أمثلة عن هذا النوع من المدعوين، كبعض الصحابة المشاركين في حادثة الإفك، من أمثال مسطح بن أثاثة، وحسان بن ثابت الأنصاري، أو من مثل الثلاثة الذين تخلفوا في غزوة العسرة، أو كبعض المرجفين في غزوة حنين، وأصحاب مقولة: "ألا بطل السحر اليوم" و"قد غلبت خيل اللات خيل الله" من حديثي العهد بالإسلام من فئة المؤلفة قلوبهم [3] .
ويشكل هذا النوع من المدعوين الطبقة العظمى من المسلمين اليوم، حيث يجتمع فيه الدخن العقدي من جراء فساد كثير من أركان إيمانه، ويفتقد إلى الصفاء التصوري نتيجة اختلال في موازينه ومعاييره وقيمه الروحية، ويعدم فاعلية الاستبصار العقلي، نتيجة اختلاط المشاهد والمرئيات الوثنية الواردة عليه من سيولات التدفق الإعلامي والثقافي الوثني المهيمنة على العالم كله، وبخاصة [ ص: 154 ] جماهير المسلمين، كما يخسر حالات الصفاء وفيوضات السمو الوجداني الغامرة للنفس السوية، ويضل عن منارات الاهتداء السلوكي والعلائقي الاجتماعي، بسبب حالات الاستهواء والانصياع الواردة عليه من الأنماط والسلوكات والأخلاق الثقافية والاجتماعية الوثنية المؤثرة فيه، ويحرم وجدانيا وعاطفيا وروحيا من مدارج الهدى والسكن العاطفي والطمأنينة القلبية العامرة للقلوب السوية، ويتيه جهلا أو أشرا عن دوافع وغايات القصد السوي، منطلقا وممارسة ووسيلة وغاية.
كما يحتاج هذا النوع المدخون الفطرة من جمهور المدعوين إلى نوعية راقية ورفيعة وحذرة من مضامين وأساليب الخطاب الدعوي الحذر والهادف، وغير القابل للتأويل الخاطىء أو الفهم السلبي، وإلى نوعية راقية ومتميزة من الدعاة الحذرين، والمتمكنين من فهم هذه النوعية والشريحة المريضة، روحيا ونفسيا وعقديا وسلوكيا.
كما تحتاج أيضا إلى الدعاة الحذرين والمتمكنين من فهم وتحليل مقاصد المنظومة التشريعية الإسلامية بسائر كلياتها وفروعياتها، القادرين على صناعة خطاب دعوي إسلامي متوازن، يستجيب لوسوسات الدخن المعشعش في وجدانهم المضطرب الإيمان، ولعقلهم الفاقد لأصالة التدبر الحقيقي والعميق لمعاني القرآن والسنة، وعدم وعيهم للخطر المحدق بمستقبل الإسلام.
وإذا توفر لهذا النوع من المدعوين - المتسربين من الإسلام بفعل قوى وعوامل التجهيل والتعمية الوثنية- مقومات وعوامل التوجيه الدعوي السوي، [ ص: 155 ] والفاعل المؤثر، فإنه سـيزيد - لا محالة - في تعداد أصـحاب الفطر السـوية من جماهير المدعوين، وسيشكل بدوره مساحات ولاء توحيدية جديدة وناجحة لعالم الدعوة الإسلامية، وسيوسع -بلا شك- بؤر الإيمان الهادية والمؤثرة في محيطه الديمغرافي المحلي والجهوي والوطني على مبدأ القرآن العظيم القائل: إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم (محمد:12).
ويتوزع هذا النوع من المدعوين المدخوني الفطرة اليوم في مختلف بقاع الأرض، وهو موجود بين سائر المجتمعات والأمم الإسلامية وغير الإسلامية، ويضم الكثير من القوى والطاقات المحسوبة على الإسلام، والعاملة في تيار الثقافات الأخرى، والفاعلة سلبا في عوالم: السياسة والإدارة والاقتصاد والمال والتجارة والإعلام والعلم والفكر والأدب والفن، وذلك لافتقاده الصحوة الدعوية الدائمة، واليقظة الدينية الراشدة التي تنتشله بوعي من غيابات التضليل المتردي فيه، والمتدفق عليه من سيول البث الإعلامي والاتصالي والثقافي يوميا في حالات وعيه النادرة وفي حالات غيبوبته التصورية الدائمة.
كما يشكل هذا النوع المدخون الفطرة أيضا رأس الحربة الموجهة في صدر الإسلام والمسلمين في مختلف أنحاء المعمورة، وبخاصة في بعض البلاد والمجتمعات المحسوبة على الدين الإسلامي.. وهذه الفئة بحاجة أكيدة وماسة إلى عناية الدعاة والعلماء والفقهاء والمتخصصين في الشريعة كي يتوجهوا إليها مباشرة بمختلف أساليب ووسائل ومناهج الخطاب الدعوي، وهي بحاجة ملحة [ ص: 156 ] وسريعة أيضا إلى سيولات دعوية هادفة ومتميزة ومؤثرة بهدف انتشالها من رغام الوثنيات التصورية والفكرية والعقدية المحلية والعالمية.
وهذا النوع من المدعوين يجب أن يحظى بالعناية الدعوية الكافيـة من قبل جمهور الدعاة والعلماء والفقهاء لاعتبارات عديدة، أهمها مشـروعية وفرضية الدعـوة، والتبليغ لعقيـدة التوحيـد، والعمل على توسـيع بؤر الإيمان بالله في الأرض.
3 - قوى المناوأة والاستكبار:
هذا هو النوع الثالث من جمهور المدعوين، وهو - في الحقيقة- ليس من جمهور المدعوين الحقيقيين؛ لأنه يشكل طليعة القيادة الكيدية ورأس الحربة التآمرية على الدعوة الإسلامية وعلى الوجود الإسلامي وعلى سائر المسلمين، ومن باب التبليغ الدعوي، الذي كلف الله به الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل يتوجه إليهم الدعاة برسالة الإسلام الدعوية؛ لأن هذا النوع من المناوئين الأشداء، يتوزع أدوار مقارعة الإسلام والدعوة الإسلامية، داخليا وخارجيا، في تناغم وانسجام تهديمي.
وقد تفرع عن هذه القوى المضـللة سـائر الحركات الهدامة الفردية والجمعية، التي شهدها التاريخ الإسلامي والعالمي كسائر فرق الباطنية، والمزدكية، والمانوية، والزرادشتية، والكنفوشـيسية، والشنتوية، والبراهمية الهندوسية، والبوذية، والفرق الغنوصية الباطنية الضالة: البابية والبهائية [ ص: 157 ] والقاديانية الأحمدية والماسونية، والصهيونية العالمية، والليبيرالية المتوحشة، وتيارات العبثية واللامعقول، وسائر حركات ومؤسسات التبشير والتنصير العالمي؛ لأن "الاستعمار قد يتطور ويبدل أزياءه وفق الأحوال، التي تلائمه، ولكنه باق ما بقي حق ضعيف، وباطل قوي.. ومن المهم أن نعرف التغير الذي يطرأ على أشكال الاستعمار، إنه ليس صحوة ضمير، ولا رجعة تائب.. إنه تنازع الأقوياء على السيطرة، وحذر بعضهم من البعض الآخر.. ذلك كله جعل المستعمرين يلجأون إلى الحيلة، ويفكرون أن يحتلوا الشعوب بأسلوب بعد أن انكشف أسلوب.." [4] .
وانتصبت قوى الكيد والتآمر والمناوأة والاستكبار في العصر الحديث تناجز الدعوة الإسلامية العداء كالمستغربين والمستشرقين، ممن مردوا على كل أساليب وفنون التفتين والتهديم الداخلي، وتشيطنوا في مخابر الكيد والتآمر العالمي، ليشوشوا على الدعاة والأمة طريق ربهم [5] .
[ ص: 158 ] وقد لعبت هذه القوى الكيدية دورها في استبعاد وتعطيل وشل كل الطاقات الدعوية المبدعة، مسـتبيحة ساحة الأمة الإسـلامية، وفاضة بيضتها لتتعرض لكل أشكال التهديم الداخلي [6] .
وفي هذا الصدد يقول الأستاذ محمد قطب، رحمه الله، مبينا أصناف وفئات الكائدين بالإسـلام والمسـلمين: "أما الناس فهم فئـات شـتى في عداوتهم للإسلام، فأما المثقفون: فهم خلاصة الكيد الخبيث، الذي وضعته الصليبية الصهيونية للقضاء على الإسلام، فهؤلاء المثقفون هم الذين رباهم الاستعمار في مدارس الحكومة، التي أقامها تحت سمعه وبصره لتنفذ سياسة معينة، تؤدي إلى تخريج أجيال من المسلمين لا يعرفون شيئا عن حقيقة الإسلام، ويعرفون بدلا منها شبهات تحوم في نفوسهم حول هذا الدين..." [7] .
والحقيقة أن هذه القوى الكيدية الداخلية المناوئة للإسلام والمسلمين بحاجة إلى توجه وتوجيه دعوي خاص، يتوجه إليها من قبل المؤسسات [ ص: 159 ] والمنظمات والهيئات والمراكز الدعوية الإسلامية المحلية والعالمية، حيث لا يكفي جهد الدعـاة -على كثرته- لوحـدهم، بالإضـافة إلى قلة زادهم المادي والتقني والوسائلي.
ثم إن قوى المناوأة والكيد الداخلية والخارجية بحاجة إلى جهود الجمع الغفير من المصلحين والدعاة والعلماء والفقهاء والهيئات والمنظمات والمراكز الدعوية الإسلامية حتى تؤتي الدعوة الإسلامية ثمارها، وتعرفهم بالدين الإسلامي وبطروحاته الخيرية والنبيلة على الإنسانية المفلسة، والمضللة بوثنيات وتعثرات العقل والهوى الضال، وتسلك مسارها السوي، وتصل إليهم ثم إلى عموم المدعوين.
- ثانيا: حقوق المدعوين:
لجمهور المدعوين - الحقيقيين والمرتقبين والمستقبلين محليا ووطنيا وإقليميا وعالميا- حقوق شرعية أكيدة وعديدة على الداعية المسلم أو على الهيئة الدعوية الإسلامية، وعليه مراعاتها واحترامها وتطبيقها بدقة خلال ممارسته الدعوية، وهذه الحقوق الدعوية هي:
1 - دعوتهم إلى رسالة الإسلام كما أنزلها الله تعالى في القرآن الكريم على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وكما طبقها رسوله الكريم مع الصحابة الكرام.
2 - دعوتهم إلى رسالة الإسلام بكامل إرادتهم، وفي جو من الحرية والوضوح.
[ ص: 160 ] 3 - دعوتهم إلى رسالة الإسلام بوسائل الاتصال والإعلام والتبليغ المشروعة.
4 - دعوتهم إلى رسالة الإسلام بأساليب العرض المنهجي والمرحلي وبمختلف أساليب الحجاج العقلي، وبمختلف أدوات التجييش الوجداني بالترغيب والترهيب.
5 - دعوتهم إلى رسالة الإسلام بأساليب الحكمة والموعظة الحسنة، ومراعاة خصوصياتهم وثقافتهم وتراثهم وقيمهم ومعاييرهم.
6 - دعوتهم إلى رسالة الإسلام بالقدوة العملية، لا القولية فقط [8] .
وإذا وعى الداعية الإسلامي أنواع المدعوين وأصنافهم ومؤسساتهم وثوابتهم ومتغيراتهم التأثيرية المختلفة، أمكنه بالفعل ولوج صفوفهم برسائله ومضامينه الدعوية الإسلامية المؤثرة، وأمكنه نقلهم إلى حالة البلاغ، فالمعرفة، فالتقبل، فالتعايش مع الإسلام والمسلمين على أقل تقدير، تمهيدا لنقل بعضهم إلى حظيرة الإسلام كعامة جمهور المسلمين، وليصبحوا بعون الله تعالى وفضله ثم بجهود الدعاة إلى دعاة محليين في أقوامهم إلى دين الإسلام.
[ ص: 161 ]