. 934 - مسألة :
ومن كان فلا يحل [ ص: 364 ] له أن يرجع إليهم ، ولا أن يعطيهم شيئا ، ولا يحل للإمام أن يجبره على أن يعطيهم شيئا ، فإن لم يقدر على الانطلاق إلا بالفداء ففرض على المسلمين أن يفدوه إن لم يكن له مال يفي بفدائه . قال الله عز وجل : { أسيرا عند الكفار فعاهدوه على الفداء وأطلقوه ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل } وإسار المسلم أبطل الباطل ، وأخذ الكافر أو الظالم ماله فداء من أبطل الباطل ، فلا يحل إعطاء الباطل ، ولا العون عليه ، وتلك العهود والأيمان التي أعطاهم لا شيء عليه فيها ، لأنه مكره عليها ، إذ لا سبيل له إلى الخلاص إلا بها ، ولا يحل له ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { البقاء في أرض الكفر وهو قادر على الخروج } وهكذا كل عهد أعطيناهم ، حتى نتمكن من استنقاذ المسلمين وأموالهم من أيديهم ، فإن عجزنا عن استنقاذه إلا بالفداء ففرض علينا فداؤه لخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رويناه من طريق رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه { أبي موسى الأشعري } وهو قول أطعموا الجائع وفكوا العاني ، أبي سليمان والشافعي