كتاب البيوع قال الشيخ الإمام الأجل الزاهد شمس الأئمة وفخر الإسلام أبو بكر محمد بن أبي سهل السرخسي ، رحمه الله تعالى ، إملاء : اعلم بأن الله سبحانه وتعالى جعل المال سببا لإقامة مصالح العباد في الدنيا وشرع طريق التجارة لإكسابها ; لأن ما يحتاج إليه كل أحد لا يوجد مباحا في كل موضع ، وفي الأخذ على سبيل التغالب فساد ، والله لا يحب الفساد . وإلى ذلك أشار الله سبحانه وتعالى في قوله { : يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم } . والتجارة نوعان : حلال يسمى في الشرع بيعا وحرام يسمى ربا ، كل واحد منهما تجارة ، فإن الله أخبر عن الكفرة إنكارهم عقلا ، فقال عز وجل : { الفرق بين البيع والربا ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا } ، ثم فرق بينهما في الحل والحرمة بقوله تعالى : { وأحل الله البيع وحرم الربا } ; فعرفنا أن كل واحد منهما تجارة وأن الحلال الجائز منها بيع شرعا . بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس يتعاملونه فأقرهم عليه .