ص ( وجعل البيت عن يساره )
ش : يعني أن البيت على يساره ، فلو من واجبات الطواف وشروطه أن يجعل البيت على يمينه أو طاف ، ووجهه إلى البيت أو ظهره لم يجزه طوافه ، وهو كمن لم يطف فيرجع لذلك من بلده ، وهو مذهب طاف وجعل مالك والشافعي ; لأنه صلى الله عليه وسلم طاف كذلك ، وقال { وابن حنبل } [ ص: 70 ] وقال خذوا عني مناسككم إن ذلك سنة من تركه صح طوافه ويعيد ما دام أبو حنيفة بمكة ، فإن خرج إلى بلده لزمه دم هكذا نقل عنه في الطراز ، فإن قيل : فلم جعلتم الترتيب هنا واجبا وجعلتموه في الوضوء سنة فالجواب أنه هنا مطلوب إجماعا ، ولم ينقل أحد من الصحابة والتابعين أنه طاف منكوسا ، أما الوضوء فقد ورد عن أنه قال ما أبالي بأي أعضائي بدأت إذا أتممت وضوئي هكذا نقل ابن عباس الشارح عن أبي الحسن الصغير ( تنبيه ) : فلو البيت عن يساره ولكنه طاف منكوسا فرجع القهقرى من جعل الحجر الأسود إلى اليماني فالظاهر أنه لا يجزئه وكلام صاحب الطراز وغيره يدل على ذلك ( فائدة ) : حكمة جعل الطائف البيت على يساره ليكون قلبه إلى جهة البيت ، وقال في الذخيرة : فلو جعله على يمينه لم يصح ، ولزمته الإعادة ; لأن جنبي باب البيت نسبتهما إليه كنسبة يمين الإنسان ويساره إليه فالحجر موضع اليمين ; لأنه يقابل يسار الإنسان ، وباب البيت وجهه ، فلو جعل البيت على يمينه لأعرض عن باب البيت الذي هو وجهه ، ولو جعله على يساره أقبل على الباب ، ولا يليق بالآداب الإعراض عن وجوه الأماثل ، وتعظيم بيت الله تعظيم له انتهى .