، وإن وجد الشرطان وخرج حيا ، فقد أشار إليه المصنف بقوله :
ص ( وإن خرج حيا ذكي إلا أن يبادر فيفوت )
ش : يعني ، وإن ووجد فيه الشرطان ، فإنه لا يؤكل حتى يذكى إلا أن يبادر إلى ذبحه فيسبق بنفسه فيؤكل ، وذلك أنه إذا خرج حيا ، فتارة يكون به من الحياة ما يرتجى أنه يعيش بها أو يشك في ذلك ، فلا يؤكل إلا بذكاة وتارة يكون به رمق من الحياة يعلم أنه لا يعيش بها ، فيذكى إلا أن يفوت بأن يسبقهم بنفسه فيؤكل وهل ذكاته في هذه الحالة إذا لم يسبق بنفسه شرط ، وهو ظاهر كلام خرج الجنين بعد ذكاة أمه حيا المصنف وعزاه ابن رشد ليحيى بن سعيد أو ذكاته على جهة الاستحباب ، وهو الذي عزاه وعيسى بن دينار ابن رشد وجميع [ ص: 228 ] أصحابه ، وذكره لمالك ابن الحاج في مناسكه على أنه المذهب وذكر ابن رشد في آخر كتاب الضحايا من البيان
وإن خرج ميتا ، فلا فرق بين أن يكون مات في بطن أمه بموتها أو أبطأ موته بعد موتها أو ترك في بطنها حتى مات قاله ابن رشد فيه أيضا ، والمراد بتمام خلقه أن يكون قد تم هو بنفسه لإتمام أعضاء الحيوان فلو خلق ناقص يد أو رجل ، وتم خلقه على ذلك لم يمنع نقصه من تمامه قاله الباجي ونقله عنه المصنف وابن عرفة وغيرهما قال ابن عرفة : وظاهر الروايات وأقوال الأشياخ أن المعتبر شعر جسده لا شعر عينه فقط خلافا لبعض أهل الوقت ، وفتوى بعض شيوخ شيوخنا انتهى .