الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ص ( وبالتردد لتردد المتأخرين في النقل أو لعدم نص المتقدمين )

                                                                                                                            ش : يعني أنه يشير بالتردد لأمرين أحدهما تردد المتأخرين في النقل عن المتقدمين والثاني تردد المتأخرين لعدم نص المتقدمين فقوله : أو لعدم نص المتقدمين ، معطوف على قوله : في النقل ، ولا يصح عطفه على قوله : لتردد المتأخرين ; لأنه يقتضي أنه يشير بالتردد لعدم نص المتقدمين وإن لم يحصل من المتأخرين تردد وليس كذلك لفقد معنى التردد الذي هو التحير إذ لا تحير مع تحرير المتأخرين المقتدى بهم ولا سيما أمثال من تقدم وتردد المتأخرين في النقل هو اختلافهم في الغرو للمذهب المسمى بالطرق وقال في التوضيح : الطريقة عبارة عن شيخ أو شيوخ يرون المذهب كله على ما نقلوه فالطرق عبارة عن اختلاف الشيوخ في كيفية نقل المذهب والأولى الجمع بين الطرق ما أمكن والطريق التي فيها زيادة راجحة على غيرها ; لأن الجميع ثقات وحاصل دعوى النافي شهادة على نفي انتهى . ولم يذكر المصنف علامة يميز بها بين الترددين إلا أن الثاني أقل ويأتي إن شاء الله التنبيه على ذلك فيما لم ينبه عليه الشارح وقد ذكر ابن غازي بعض ما تقدم .

                                                                                                                            ( قلت ) وقد يقع التردد بين كلام المصنف بخلاف ما ذكر كما في قوله في آخر كتاب الأقضية : وفي تمكين الدعوى لغائب بلا وكالة تردد ، وفي قوله في كتاب الشهادات : و إن شهد ثانيا ففي الاكتفاء بالتزكية الأولى تردد . فإن التردد في ذلك ليس من القسمين المذكورين وإنما هو لكثرة الخلاف في المسألتين والله أعلم .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            الخدمات العلمية