الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            أما عاد فهو عاد بن عوض بن إرم بن سام بن نوح ، وهو عاد الأولى وكانوا جبارين طوال القامة لم يكن مثلهم وكانوا عربا يسكنون الأحقاف ، وهي جبال الرمل ، وكانت باليمن من عمان وحضرموت بأرض مطلة على البحر يقال لها : الشحر ، واسم واديهم مغيث ، وكانوا كثيرا ما يسكنون الخيام ذوات الأعمدة الضخام ، كما قال تعالى : ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد [ الفجر : 6 ، 7 ] . أي عاد إرم . وهم عاد الأولى ، وأما عاد الثانية فمتأخرة . وأما عاد الأولى فهم عاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد [ الفجر : 7 8 ] . أي ; مثل القبيلة . وقيل : مثل العمد . والصحيح الأول .

            ومن زعم أن إرم مدينة تدور في الأرض ، فتارة في الشام ، وتارة في اليمن ، وتارة في الحجاز ، وتارة في غيرها ، فقد أبعد النجعة . وقال ما لا دليل عليه ، ولا برهان يعول عليه ، ولا مستند يركن إليه ، وفي صحيح ابن حبان ، عن أبي ذر في حديثه الطويل في ذكر الأنبياء والمرسلين قال فيه : . منهم أربعة من العرب ; هود ، وصالح ، وشعيب ، ونبيك يا أبا ذر . ويقال : إن هودا عليه السلام أول من تكلم بالعربية . وزعم وهب بن منبه أن أباه أول من تكلم بها . وقال غيره أول من تكلم بها نوح . وقيل آدم وهو الأشبه . وقيل : غير ذلك ، والله أعلم .

            العرب العاربة ويقال للعرب الذين كانوا قبل إسماعيل عليه السلام : العرب العاربة . وهم قبائل كثيرة منهم ; عاد ، وثمود ، وجرهم ، وطسم ، وجديس ، وأميم ، ومدين ، وعملاق ، وعبيل ، وجاسم ، وقحطان ، وبنو يقطن ، وغيرهم . وأما العرب المستعربة فهم من ولد إسماعيل بن إبراهيم الخليل ، وكان إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام أول من تكلم بالعربية الفصيحة البليغة ، وكان قد أخذ كلام العرب من جرهم الذين نزلوا عند أمه هاجر بالحرم ، ولكن أنطقه الله بها في غاية الفصاحة والبيان ، وكذلك كان يتلفظ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية