فأرسل الله تعالى لوطا وذلك في وسط عمر إبراهيم .
بعث إلى أهل سدوم ، من أرض غور زغر ، وكانت أم تلك المحلة ولها أرض ومعملات وقرى مضافة إليها ، ولها أهل من أفجر الناس وأكفرهم وأسوئهم طوية وأردئهم سريرة وسيرة ، يقطعون السبيل ، ويأتون في ناديهم المنكر ، ولا يتناهون عن منكر فعلوه ، لبئس ما كانوا يفعلون ابتدعوا فاحشة لم يسبقهم إليها أحد من بني آدم وهي إتيان الذكران من العالمين ، وترك ما خلق الله من النسوان لعباده الصالحين ، ، والأفاعيل المستقبحات فتمادوا على ضلالهم وطغيانهم ، واستمروا على فجورهم وكفرانهم . وكانوا مع ذلك يقطعون الطريق ، ويخونون الرفيق ، ويأتون في ناديهم وهو مجتمعهم ومحل حديثهم وسمرهم المنكر من الأقوال ، والأفعال على اختلاف أصنافه حتى قيل : إنهم كانوا يتضارطون في مجالسهم ولا يستحيون من مجالسهم ، وربما وقع منهم الفعلة العظيمة في المحافل ولا يستنكفون ، ولا يرعوون لوعظ واعظ ، ولا نصيحة من ناقل ، وكانوا في ذلك وغيره كالأنعام بل أضل سبيلا فدعاهم لوط إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له ، ونهاهم عن تعاطي هذه المحرمات ، والفواحش المنكرات
قال مجاهد: كان بعضهم يجامع بعضا في المجالس .
قال العلماء بالسير: ولا يزجرهم وعيده ولا يزيدهم إلا عتوا ، فأحل الله بهم من البأس الذي لا يرد ما لم يكن في خلدهم وحسبانهم ، وجعلهم مثلة في العالمين ، وعبرة يتعظ بها الألباء من العالمين كان لوط يدعوهم إلى عبادة الله وينهاهم عن الفاحشة ،