الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            فلما حبس يوسف أدخل معه السجن فتيان من أصحاب فرعون مصر ، أحدهما صاحب طعامه ، والآخر صاحب شرابه ، لأنهما نقل عنهما أنهما يريدا أن يسما الملك ، فلما دخل يوسف السجن قال : إني أعبر الأحلام . فقال أحد الفتيين للآخر : هلم فلنجربه . قال الخباز : إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه وقال الآخر إني أراني أعصر خمرا . فقال لهما يوسف : لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما . كره أن يعبر لهما ما سألاه عنه ، وأخذ في غير ذلك وقال : أأرباب متفرقون . خير أم الله الواحد القهار وكان اسم الخباز مخلت ، واسم الآخر نبو ، فلم يدعاه حتى أخبرهما بتأويل ما سألاه عنه ، فقال : أما أحدكما ، وهو الذي رأى أنه يعصر الخمر ، فيسقي ربه خمرا ، يعني سيده الملك ، وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه فلما عبر لهما قالا : ما رأينا شيئا ! قال : قضي الأمر الذي فيه تستفتيان . ثم قال لنبو ، وهو الذي ظن أنه ناج منهما : اذكرني عند ربك الملك ، وأخبره أني محبوس ظلما . فأنساه الشيطان ذكر ربه غفلة عرضت ليوسف من قبل الشيطان فأوحى الله إليه : يا يوسف ، اتخذت من دوني وكيلا ! لأطيلن حبسك . فلبث في السجن سبع سنين .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية