: ومن الحوادث في زمن عيسى عليه السلام أن الأرض أجدبت فخرج يستسقي
عن ابن عباس ، قال: خرج عيسى بن مريم يستسقي بالناس ، فأوحى الله عز وجل إليه: لا يستسقي معك خطاء ، فأخبرهم بذلك ، فقال: من كان من أهل الخطايا فليعتزل . فاعتزل الناس كلهم إلا رجلا مصابا بعينه اليمنى ، فقال له عيسى : ما لك لا تعتزل ؟ فقال: يا روح الله ، ما عصيت الله طرفة [ عين ] ، ولقد التفت بعيني هذه إلى قدم امرأة من غير أن كنت أردت النظر إليها فقلعتها ، ولو نظرت إليها باليسرى لقلعتها .
قال: فبكى عيسى حتى ابتلت لحيته بدموعه ، ثم قال: فادع ، فأنت أحق بالدعاء مني ، فإني معصوم بالوحي وأنت لم تعصم [ ولم تعص ] ، فتقدم الرجل فرفع يديه ، وقال: اللهم إنك خلقتنا وقد علمت ما نعمل من قبل أن خلقتنا ، فلم يمنعك ذلك أن لا تخلقنا ، فكما خلقتنا وتكفلت بأرزاقنا فأرسل السماء علينا مدرارا ، فو الذي نفس عيسى بيده ما خرجت الكلمة تامة من فيه حتى أرخت السماء عزاليها ، وسقي الحاضر والبادي .