الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            واختلفوا هل كان نبيا أم لا .

            فقال عبد الله بن عمرو ، وسعيد بن المسيب ، والضحاك بن مزاحم: كان نبيا .

            وخالفهم الأكثرون في هذا ، فروينا عن علي رضي الله عنه أنه قال: كان عبدا صالحا أمر قومه بتقوى الله ، لم يكن نبيا ولا ملكا . وقال وهب: كان ملكا ولم يوح إليه .

            وروى الحافظ ابن عساكر بسنده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا أدري أتبع كان لعينا أم لا ، ولا أدري الحدود كفارات لأهلها أم لا ، ولا أدري ذو القرنين كان نبيا أم لا وهذا غريب من هذا الوجه . وعن ابن عباس قال : كان ذو القرنين ملكا صالحا ، رضي الله عمله ، وأثنى عليه في كتابه ، وكان منصورا ، وكان الخضر وزيره . وذكر أن الخضر ، عليه السلام ، كان على مقدمة جيشه وكان عنده بمنزلة المشاور ، الذي هو من الملك بمنزلة الوزير في إصلاح الناس اليوم . وقد ذكر الأزرقي وغيره ، أن ذا القرنين أسلم على يدي إبراهيم الخليل ، وطاف معه بالكعبة المكرمة هو وإسماعيل ، عليه السلام . وأغرب من قال : ملكا من الملائكة . وقد حكي هذا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، فإنه سمع رجلا يقول لآخر : يا ذا القرنين ، فقال : مه ، ما كفاكم أن تتسموا بأسماء الأنبياء حتى تسميتم بأسماء الملائكة . ذكره السهيلي . والصحيح أنه كان ملكا من الملوك العادلين

            التالي السابق


            الخدمات العلمية