واختلفوا هل كان نبيا أم لا .
فقال عبد الله بن عمرو ، وسعيد بن المسيب ، والضحاك بن مزاحم: كان نبيا .
وخالفهم الأكثرون في هذا ، فروينا عن علي رضي الله عنه أنه قال: كان عبدا صالحا أمر قومه بتقوى الله ، لم يكن نبيا ولا ملكا . وقال وهب: كان ملكا ولم يوح إليه .
وروى الحافظ ابن عساكر بسنده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وهذا غريب من هذا الوجه . وعن ابن عباس قال : كان ذو القرنين ملكا صالحا ، رضي الله عمله ، وأثنى عليه في كتابه ، وكان منصورا ، وكان الخضر وزيره . وذكر أن الخضر ، عليه السلام ، كان على مقدمة جيشه وكان عنده بمنزلة المشاور ، الذي هو من الملك بمنزلة الوزير في إصلاح الناس اليوم . وقد ذكر الأزرقي وغيره ، أن ذا القرنين أسلم على يدي إبراهيم الخليل ، وطاف معه بالكعبة المكرمة هو وإسماعيل ، عليه السلام . وأغرب من قال : ملكا من الملائكة . وقد حكي هذا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، فإنه سمع رجلا يقول لآخر : يا ذا القرنين ، فقال : مه ، ما كفاكم أن تتسموا بأسماء الأنبياء حتى تسميتم بأسماء الملائكة . ذكره السهيلي . والصحيح أنه كان ملكا من الملوك العادلين لا أدري أتبع كان لعينا أم لا ، ولا أدري الحدود كفارات لأهلها أم لا ، ولا أدري ذو القرنين كان نبيا أم لا