الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ولما اغتر هذا الجاهل بما خوله الله به في الدنيا ، فجحد الآخرة ، وادعى أنها إن وجدت ليجدن عند ربه خيرا مما هو فيه ، وسمعه صاحبه يقول ذلك قال له صاحبه وهو يحاوره أي : يجادله أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا أي : أجحدت المعاد وأنت تعلم أن الله خلقك من تراب ، ثم من نطفة ثم صورك أطوارا حتى صرت رجلا سويا سميعا بصيرا ، تعلم وتبطش وتفهم ، فكيف أنكرت المعاد والله قادر على البداءة لكنا هو الله ربي أي : لكن أنا أقول بخلاف ما قلت وأعتقد خلاف معتقدك هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا أي : لا أعبد سواه ، وأعتقد أنه يبعث الأجساد بعد فنائها ، ويعيد الأموات ، ويجمع العظام الرفات ، وأعلم أن الله لا شريك له في خلقه ، ولا في ملكه ، ولا إله غيره . ثم أرشده إلى ما كان الأولى به أن يسلكه عند دخول جنته فقال : ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله ولهذا يستحب لكل من أعجبه شيء من ماله أو أهله أو حاله أن يقول كذلك .

            وقد ورد فيه حديث مرفوع ، في صحته نظر عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أنعم الله على عبد نعمة من أهل أو مال أو ولد فيقول : ما شاء الله لا قوة إلا بالله . فيرى فيه آفة دون الموت وكان يتأول هذه الآية : ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله

            ثم قال المؤمن للكافر : فعسى ربي أن يؤتين خيرا من جنتك أي : في الدار الآخرة ويرسل عليها حسبانا من السماء قال ابن عباس ، والضحاك ، وقتادة : أي : عذابا من السماء . والظاهر أنه المطر المزعج الباهر ، الذي يقتلع زروعها وأشجارها فتصبح صعيدا زلقا وهو التراب الأملس الذي لا نبات فيه أو يصبح ماؤها غورا وهو ضد المعين السارح فلن تستطيع له طلبا يعني ، فلا تقدر على استرجاعه .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية