الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ذكر بعض ما قيل في هذه الغزوة من الأشعار

            قال عبد الله بن رواحة رضي الله عنه :


            وعدنا أبا سفيان بدرا فلم نجد لميعاده صدقا وما كان وافيا     فأقسم لو وافيتنا فلقيتنا
            لأبت ذميما وافتقدت المواليا     تركنا به أوصال عتبة وابنه
            وعمرا أبا جهل تركناه ثاويا     عصيتم رسول الله أف لدينكم
            وأمركم السيء الذي كان غاويا     فإني وإن عنفتموني لقائل
            فدى لرسول الله أهلي وماليا     أطعناه لم نعذله فينا بغيره
            شهابا لنا في ظلمة الليل هاديا

            [ شعر حسان في بدر ]

            وقال حسان بن ثابت في ذلك :


            دعوا فلجات الشام قد حال دونها     جلاد كأفواه المخاض الأوارك
            بأيدي رجال هاجروا نحو ربهم     وأنصاره حقا وأيدي الملائك
            إذا سلكت للغور من بطن عالج     فقولا لها ليس الطريق هنالك
            أقمنا على الرس النزوع ثمانيا     بأرعن جرار عريض المبارك
            بكل كميت جوزه نصف خلقه     وقب طوال مشرفات الحوارك
            ترى العرفج العامي تذري أصوله     مناسم أخفاف المطي الرواتك
            فإن نلق في تطوافنا والتماسنا     فرات بن حيان يكن رهن هالك
            وإن تلق قيس بن امرئ القيس بعده     يزد في سواد لونه لون حالك
            فأبلغ أبا سفيان عني رسالة     فإنك من غر الرجال الصعالك

            [ معبد وشعره في ناقة للرسول هوت ]

            فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظر أبا سفيان ، فمر به معبد بن أبي معبد الخزاعي ، فقال ، وقد رأى مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وناقته تهوى به :


            قد نفرت من رفقتي محمد     وعجوة من يثرب كالعنجد
            تهوى على دين أبيها الأتلد     قد جعلت ماء قديد موعدي




            وماء ضجنان لها ضحى الغد

            [ شعر أبي سفيان في الرد على حسان ]

            فأجابه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ، فقال :


            أحسان إنا يا ابن آكلة الفغا     وجدك نغتال الخروق كذلك
            خرجنا وما تنجو اليعافير بيننا     ولو وألت منا بشد مدارك
            إذا ما انبعثنا من مناخ حسبته     مدمن أهل الموسم المتعارك
            أقمت على الرس النزوع تريدنا     وتتركنا في النخل عند المدارك
            على الزرع تمشي خيلنا وركابنا     فما وطئت ألصقنه بالدكادك
            أقمنا ثلاثا بين سلع وفارع     بجرد الجياد والمطي الرواتك
            حسبتم جلاد القوم عند قبابهم     كمأخذكم بالعين أرطال آنك
            فلا تبعث الخيل الجياد وقل لها     على نحو قول المعصم المتماسك
            سعدتم بها وغيركم كان أهلها     فوارس من أبناء فهر بن مالك
            فإنك لا في هجرة إن ذكرتها     ولا حرمات الدين أنت بناسك



            قال ابن هشام : بقيت منها أبيات تركناها ، لقبح اختلاف قوافيها . وأنشدني أبو زيد الأنصاري هذا البيت :


            خرجنا وما تنجو اليعافير بيننا



            والبيت الذي بعده لحسان بن ثابت في قوله :


            دعوا فلجات الشأم قد حال دونها



            وأنشدني له فيها بيته فأبلغ أبا سفيان .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية