روى ابن سعد ، عن المهلب بن أبي صفرة ، قال : حدثني رجل من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم . أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليلة الخندق : إني لأرى القوم الليلة فإن شعاركم : هم لا ينصرون
. وكان حسان بن ثابت مع النساء والذراري في الآطام
فروى محمد بن إسحاق عن عباد بن عبد الله بن الزبير ، ومحمد بن عمر عن شيوخه ، وأبو يعلى والبزار بسند حسن ، عن الزبير بن العوام رضي الله عنه ، والطبراني برجال الصحيح ، عن عروة بن الزبير مرسلا :
فارع ، وجعل معهم حسان بن ثابت . وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق ، فأقبل عشرة من يهود ، فجعلوا ينقمعون ويرمون الحصن ، ودنا أحدهم إلى باب الحصن ، وقد حاربت قريظة وقطعت ما بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليس بيننا وبينهم أحد يدفع عنا ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في نحر العدو ، لا يستطيعون أن ينصرفوا عنهم إلينا إذ أتانا آت ، فقلت لحسان : يا حسان قم إليه فاقتله ، فقال : يغفر الله لك يا بنت عبد المطلب ، والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا ، ولو كان ذلك في لخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . قالت صفية : فلما قال ذلك ، ولم أر عنده شيئا احتجزت ثم أخذت سيفا فربطته على ذراعي ، ثم تقدمت إليه حتى قتلته ، وفي لفظ : فأخذت عمودا ، ثم نزلت من الحصن فضربته بالعمود ضربة شدخت فيها رأسه ، فلما فرغت منه رجعت إلى الحصن ، فقلت : يا حسان ، انزل إليه فاسلبه ، فإنه لم يمنعني من سلبه إلا أنه رجل ، قال : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى الخندق فجعل نساءه وعمته صفية في أطم يقال لها
ما لي بسلبه من حاجة يا بنت عبد المطلب . فقلت له : خذ الرأس وارم به على اليهود ، قال :
ما ذاك في ، فأخذت هي الرأس فرمت به على اليهود ، فقالوا : قد علمنا أن محمدا لم يترك له خلوفا ليس معهم أحد ، فتفرقوا . زاد أبو يعلى : فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، . فضرب لصفية بسهم كما يضرب للرجال
حكى السهيلي عن بعضهم أنه قال : كان حسان جبانا شديد الجبن .
قال : وأنكر آخرون ذلك ، وطعنوا في الخبر ، فقالوا : هو منقطع قالوا : وقد كان يهاجي المشركين من الشعراء ؛ كابن الزبعرى ، وضرار بن الخطاب ، وغيرهما ، فلم يعيره واحد منهم بالجبن قال : وممن أنكر ذلك الشيخ أبو عمر النمري قالوا : وبتقدير صحة الخبر ، لعله كان منقطعا في الآطام لعلة عارضة ، ومال إلى هذا السهيلي والله أعلم