الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            روى من طريق الواقدي : أنبأنا عبد الحميد بن جعفر ، عن أبيه قال : قال عمرو بن العاص كنت للإسلام مجانبا معاندا حضرت بدرا مع المشركين فنجوت ، ثم حضرت أحدا فنجوت ، ثم حضرت الخندق فنجوت ، قال : فقلت في نفسي : كم أوضع! والله ليظهرن محمد على قريش . فلحقت بمالي بالوهط ، وأقللت من الناس - أي من لقائهم - فلما حضر الحديبية ، وانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلح ، ورجعت قريش إلى مكة ، جعلت أقول : يدخل محمد قابلا مكة بأصحابه ، ما مكة بمنزل ولا الطائف ، ولا شيء خير من الخروج . وأنا بعد ناء عن الإسلام ، وأرى لو أسلمت قريش كلها لم أسلم ، فقدمت مكة وجمعت رجالا من قومي ، وكانوا يرون رأيي ، ويسمعون مني ، ويقدمونني فيما نابهم ، فقلت لهم : كيف أنا فيكم ؟ قالوا : ذو رأينا ومدرهنا في يمن نقيبة وبركة أمر ، قال : قلت : تعلمون أني والله لأرى أمر محمد أمرا يعلو الأمور علوا منكرا ، وإني قد رأيت رأيا . قالوا : وما هو ؟ قلت : نلحق بالنجاشي فنكون معه ، فإن يظهر محمد كنا عند النجاشي ، فنكون تحت يد النجاشي أحب إلينا من أن نكون تحت يد محمد ، وإن تظهر قريش فنحن من قد عرفوا ، قالوا : هذا الرأي . قال : قلت : فاجمعوا ما نهديه له . وكان أحب ما يهدى إليه من أرضنا الأدم ، فجمعنا أدما كثيرا ، ثم خرجنا حتى قدمنا على النجاشي

            التالي السابق


            الخدمات العلمية