اختلف في فقيل بعد رجوعه من الجعرانة في آخر سنة ثمان وما بعدها ، وقال ابن إسحاق : بعد غزوة تبوك ، وقال ابن هشام : كانت ابتداء الوفود عليه صلى الله عليه وسلم وقال محمد بن عمر الواقدي : حدثنا كثير بن عبد الله المزني عن أبيه عن جده قال : كان سنة تسع تسمى سنة الوفود . أربعمائة من مزينة ، وذلك في رجب سنة خمس ، فجعل لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الهجرة في دارهم وقال : أول من وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم من مضر " أنتم مهاجرون حيث كنتم ، فارجعوا إلى أموالكم " . فرجعوا إلى بلادهم .
ثم ذكر الواقدي عن هشام بن الكلبي بإسناده ، أن خزاعي بن عبد نهم ومعه عشرة من قومه ، فبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على إسلام قومه ، فلما رجع إليهم لم يجدهم كما ظن فيهم ، فتأخروا عنه ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت أن يعرض بخزاعي من غير أن يهجوه ، فذكر أبياتا ، فلما بلغت خزاعيا شكى ذلك إلى قومه ، فحموا له ، وأسلموا معه ، وقدم بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان يوم الفتح دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لواء مزينة - وكانوا يومئذ ألفا - إلى خزاعي هذا . قال : وهو أخو عبد الله ذي البجادين . أول من قدم من مزينة
وقال البخاري رحمه الله : باب وفد بني تميم ، حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن أبي صخرة عن صفوان بن محرز المازني عن عمران بن حصين قال : أتى نفر من بني تميم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " اقبلوا البشرى يا بني تميم " . قالوا : يا رسول الله قد بشرتنا فأعطنا . فرئي ذلك في وجهه ، فجاء نفر من اليمن ، فقال : " اقبلوا البشرى إذ لم يقبلها بنو تميم " . قالوا : قد قبلنا يا رسول الله . ثم قال البخاري : حدثنا إبراهيم بن موسى حدثنا هشام بن يوسف أن ابن جريج أخبره عن ابن أبي مليكة أن عبد الله بن الزبير أخبرهم أنه يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله ( الحجرات : 1 ) حتى انقضت . قدم ركب من بني تميم على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال أبو بكر : أمر القعقاع بن معبد بن زرارة . فقال عمر : بل أمر الأقرع بن حابس فقال أبو بكر : ما أردت إلا خلافي . فقال عمر : ما أردت خلافك . فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما ، فنزلت