وكان عمرو بن الأهتم قد خلفه القوم في ظهرهم ، وكان أصغرهم سنا ، فقال قيس بن عاصم ، وكان يبغض عمرو بن الأهتم : يا رسول الله ، إنه قد كان رجل منا في رحالنا ، وهو غلام حدث ، وأزرى به ، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما أعطى القوم ، فقال أن قيسا قال ذلك يهجوه : عمرو بن الأهتم حين بلغه
ظللت مفترش الهلباء تشتمني عند الرسول فلم تصدق ولم تصب سدناكم سوددا رهوا وسوددكم
باد نواجذه مقع على الذنب
وعن محمد بن الزبير الحنظلي قال : قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبرقان بن بدر وقيس بن عاصم وعمرو بن الأهتم فقال لعمرو بن الأهتم : " أخبرني عن الزبرقان فأما هذا فلست أسألك عنه " . وأراه كان قد عرف قيسا . قال : فقال : مطاع في أدنيه ، شديد العارضة ، مانع لما وراء ظهره . فقال الزبرقان : قد قال ما قال وهو يعلم أني أفضل مما قال . قال : فقال عمرو : والله ما علمتك إلا زمر المروءة ، ضيق العطن ، أحمق الأب ، لئيم الخال . ثم قال : يا رسول الله ، قد صدقت فيهما جميعا ; أرضاني فقلت بأحسن ما أعلم فيه ، وأسخطني فقلت بأسوء ما أعلم فيه . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن من البيان سحرا " .