[ ] زواجه بصفية
وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بنت حيي بن أخطب وكانت عند سلام ، بالتخفيف والتشديد ، ابن مشكم ، بكسر الميم وسكون الشين المعجمة وفتح الكاف ، ثم خلف عليها كنانة ، بكسر الكاف ونونين ، ابن الربيع بن أبي الحقيق ، بحاء مهملة وقافين مصغر ولم تلد لأحد منهما شيئا ، وكانت عند سلمة لم تبلغ سبع عشرة سنة .
وروى الطبراني برجال ثقات قال : سبى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صفية بنت حيي بن أخطب من بني النضير ، فقدم خيبر وهي عروس بكنانة بن أبي الحقيق .
وروى الطبراني بسند جيد عن حسن بن حرب - رضي الله تعالى عنه - . وروي عن أنس - رضي الله تعالى عنه - قال : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما أفاء الله عليه صفية قال لأصحابه : ما تقولون في هذه الجارية ؟ قالوا : نقول : إنك أولى الناس بها وأحقهم ، قال : فإني (أعتقها وأنكحها ) ، وجعلت عتقها مهرها ، فقال رجل : الوليمة يا رسول الله ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : الوليمة أول يوم حق ، والثانية معروف ، والثالثة : فخر ، وفي رواية : لما فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر ، فلما فتح - الله تعالى - الحصن عليه صارت صفية بنت حيي لدحية في مقسمه ، وكانت عروسا وقد قتل زوجها ، وجعلوا يمدحونها ، عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويقولون : ما رأينا في السبي مثلها ، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى دحية فاشتراها بسبعة أرؤس ثم دفعها إلى أم سليم تصنعها وتهيئها في بيتها ، وتعتد في بيتها فخرج بها أو جعلها خلف ظهره ، فلما نزل ضرب عليها الحجاب ، فتزوجها وجعل عتقها صداقها ، وأقام ثلاثة أيام حتى أعرس بها ، وكان قد ضرب عليها الحجاب . حتى إذا بلغنا سد الروحاء فبنى بها ثم صنع حيسا في نطع صغير ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ادن من حولك وفي رواية : فلما أصبح ، قال : من كان عنده فضل زاد فليأتنا به فكان الرجل يأتي بفضل التمر وفضل السويق حتى جعلوا من ذلك حيسا في نطع صغير ، فجعلوا يأكلون من ذلك الحيس ويشربون من حياض إلى جنبهم من ماء السماء ، فكانت تلك وليمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صفية ، وقال الناس : لا ندري أتزوجها أم اتخذها أم ولد فلما أراد أن يركب حجبها فقعدت على عجز البعير ، فعرفوا أنه قد تزوجها ثم رجعنا إلى المدينة ، فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحوي لها وراءه بعباءة ثم يجلس عند بعيرها فيضع ركبته فتضع صفية رجلها على ركبتيه حتى تركب ، فانطلقنا حتى إذا رأينا جدار المدينة هششنا إليها ورفعنا مطينا ودفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مطيته وصفية خلفه قد أردفها فعثرت مطية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصرع وصرعت ، فليس أحد من الناس ينظر إليه ولا إليها فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسترها فأتيناه فقال : «لم نضر » فقدم المدينة فخرج جواري نسائه يتراءينها ويشمتن بصرعتها
وروى أبو يعلى عن رزينة مولاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال الهيثمي : وهو مخالف لما في الصحيح . أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبى صفية يوم قريظة والنضير حين فتح الله تعالى عليه - فجاء بها يقودها مسبية فلما رأت النساء ، قالت : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فأرسلها ، وكان ذراعها في يده فأعتقها وتزوجها وأمهرها رزينة
وروى أبو يعلى عن أنس - رضي الله تعالى عنه - قال : ، وهو في الصحيح دون قوله : وجعل الوليمة ثلاثة أيام . تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صفية وجعل عتقها صداقها ، وجعل الوليمة ثلاثة أيام ، وبسط نطعا جاءت به أم سليم ، وألقى عليه أقطا وتمرا ، وأطعم الناس ثلاثة أيام
وروى أبو عبيدة معمر بن المثنى : تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شوال سنة سبع ، وكانت مما أفاء الله - تعالى - على رسوله يوم خيبر ، وكان فتح خيبر في رمضان .
رؤياها ما يدل على زواجها بالنبي - صلى الله عليه وسلم -
روى الطبراني برجال الصحيح وابن حبان في صحيحه عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - قال : . كان بعين صفية خضرة ، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما بعينيك ؟ ، فقالت : قلت لزوجي إني رأيت فيما يرى النائم كأن قمرا وقع في حجري ، فلطمني ، وقال : أتريدين ملك يثرب . قلت : وما كان أبغض إلي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قتل أبي وزوجي فما زال يعتذر إلي ، وقال : يا صفية ، إن أباك ألب علي العرب وفعل وفعل حتى ذهب ذاك من نفسي
وروى الطبراني وابن أبي عاصم عن أبي برزة - رضي الله تعالى عنه - قال : لما نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر وصفية عروس فرأت في المنام أن الشمس وقعت على صدرها فقصتها على زوجها ، وفي رواية : على أمها فقال : والله ما تمنين إلا هذا الملك الذي نزل ، فافتتحها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضرب عنق زوجها