الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            [ زواجه بميمونة ] وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة وكانت ميمونة قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت أبي رهم بضم الراء ، وسكون الهاء ، ابن عبد العزى القرشي القامري من بني مالك بن حنبل ، فوهبت نفسها للنبي - صلى الله عليه وسلم - وقيل : كانت عند غيره .

              وروي أيضا عن قتادة قال : تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين اعتمر بمكة ميمونة بنت الحارث وهبت نفسها للنبي - صلى الله عليه وسلم - وفيها نزلت وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين [الأحزاب 50 ] ، ثم سافرت معه إلى المدينة ، وكانت قبله عند فروة بن عبد العزى بن أسد بن غنم بن دودان .

              وروي أيضا عن أبي عبيدة معمر بن المثنى قال : لما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خيبر ، توجه إلى مكة معتمرا سنة سبع وقدم عليه جعفر بن أبي طالب من الحبشة ، فخطب عليه ميمونة بنت الحارث الهلالية ، وكانت أختها لأمها أسماء بنت عميس عند جعفر ، فأجابت جعفرا إلى تزويج رسول الله - صلى الله عليه وسلم وجعل أمرها إلى العباس بن عبد المطلب فأنكحها العباس النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو محرم في عمرة القضية سنة ثمان فلما رجع بنى بها بسرف ، وكانت قبله عند أبي رهم بن عبد العزى بن عامر بن لؤي ، ويقال : عند سخبرة بن أبي رهم .

             وروي أيضا عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج ميمونة بنت الحارث في عمرة القضاء وأقام بمكة ، وأقام ثلاثا فأتاه حويطب بن عبد العزى وأسلم بعد ذلك في نفر من قريش في اليوم الثالث ، فقالوا له : انقضى أجلك ، فاخرج عنا ، فقال : وما عليكم لو تركتموني فأعرست بين أظهركم فصنعت لكم طعاما فحضرتموه ، فقالوا : لا حاجة لنا في طعامك فاخرج عنا ، فخرج [ . . . ] ميمونة بنت الحارث حتى أعرس بها بسرف .

            وروى ابن أبي خيثمة عن ميمونة - رضي الله تعالى عنها - قالت : تزوجني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن حلالان بسرف .

             وروى الستة عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج ميمونة وهو محرم ، وروى ابن أبي خيثمة عن أبي عبيدة معمر بن المثنى - رحمه الله تعالى - قال : تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ميمونة سنة خمس ، قال ابن سعد : هي آخر امرأة تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعني ممن دخل بها .

             وروى الطبراني في - الأوسط - برجال الصحيح عن أنس - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج ميمونة بسرف وبنى بها بسرف ، وماتت بسرف . زوجه إياها العباس بن عبد المطلب ، وأصدقها العباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع مئة درهم ، وكانت قبله عند أبي رهم بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي ؛ ويقال : إنها التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك أن خطبة النبي صلى الله عليه وسلم انتهت إليها وهي على بعيرها ، فقالت : البعير وما عليه لله ولرسوله ، فأنزل الله تبارك وتعالى : وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي

            ويقال : إن التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش ، ويقال أم شريك ، غزية بنت جابر بن وهب من بني منقذ بن عمرو بن معيص بن عامر بن لؤي ، ويقال : بل هي امرأة من بني سامة بن لؤي ، فأرجأها رسول الله صلى الله عليه وسلم .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية