هو وجماعة معه وفي سنة أربع عشرة من الهجرة ضرب عمر بن الخطاب ابنه عبيد الله في الشراب وضرب معه ربيعة بن أمية بن خلف ، في شراب شربوه في ذلك ، وضرب ابنه عبد الرحمن في ذلك . ضرب عمر أبا محجن الثقفي سبع مرات في الخمر ،
فعن سالم بن عبد الله ] ، أن عبد الله بن عمر قال: فلما أصبحوا انطلقا إلى عمرو بن العاص وهو أمير مصر ، فقالا: أطهرنا فإنا قد سكرنا من شراب شربناه . شرب عبد الرحمن بن عمر ، وشرب معه أبو سروعة عقبة بن الحارث ، ونحن بمصر في خلافة عمر بن الخطاب ، فسكرا ،
قال عبد الله بن عمر : ولم أشعر أنهما أتيا عمرو بن العاص . قال: فذكروا أخي أنه قد سكر ، فقلت له: ادخل الدار أطهرك ، فآذنني أنه حدث الأمير . فقال عبد الله بن عمر: فقلت: والله لا يحلق اليوم على رءوس الناس ، ادخل أحلقك -وكانوا إذ ذاك يحلقون مع الحد ، فدخل معي الدار ، فحلقت أخي بيدي ، ثم جلدهما عمرو بن العاص فسمع عمر بن الخطاب بذلك ، فكتب إلى عمرو: أن ابعث إلي بعبد الرحمن بن عمر على قتب ، ففعل ذلك عمرو ، فلما قدم عبد الرحمن على عمر جلده وعاقبه من أجل مكانه منه ، ثم أرسله ، فلبث شهرا صحيحا ثم أصابه قدره ، فتحسب عامة الناس أنه مات من جلد عمر ، ولم يمت من جلده .
قال ابن الجوزي: ولا ينبغي أن يظن بعبد الرحمن أنه شرب الخمر ، إنما شرب النبيذ متأولا ، فظن أن ما شرب منه لا يسكر ، وكذلك أبو سروعة ، فلما خرج الأمر بهما
إلى السكر طلبا التطهير بالحد ، وقد كان يكفيهما مجرد الندم ، غير أنهما غضبا لله تعالى على أنفسهما المفرطة ، فأسلماها إلى إقامة الحد .
وأما إعادة عمر الضرب فإنما ضربه تأديبا لا حدا .