الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            فعن ابن عباس ] قال: أسرت الروم عبد الله بن حذافة السهمي ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال له الطاغية: تنصر ، وإلا قتلتك أو ألقيتك في النقرة النحاس . قال: ما أفعل . فدعا بنقرة نحاس فملئت زيتا وأغليت ، ودعا رجلا من المسلمين ، فعرض عليه النصرانية فأبى ، فألقاه في النقرة ، فإذا بعظامه تلوح .

            فقال لعبد الله بن حذافة : تنصر وإلا ألقيتك . قال: ما أفعل . فأمر به أن يلقى في النقرة ، فكتفوه فبكى ، فقالوا: قد جزع وبكى . قال: ردوه . قال: فقال: لا تظن أني بكيت جزعا ، ولكن بكيت إذ ليس بي إلا نفس واحدة يفعل بها هذا في [سبيل] الله عز وجل ، كنت أحب أن يكون لي من الأنفس عدد كل شعرة في ، ثم تسلط علي فتفعل بي هذا . قال: فأعجب به ، وأحب أن يطلقه ، فقال: قبل رأسي وأطلقك . قال: ما أفعل .

            قال: تنصر وأزوجك ابنتي وأقاسمك ملكي . قال: ما أفعل . قال: قبل رأسي وأطلق معك ثمانين من المسلمين . فقال: أما هذا فنعم . فقبل رأسه فأطلقه وثمانين معه .

            فلما قدموا على عمر قام إليه عمر فقبل رأسه ، فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمازحون عبد الله فيقولون: قبل رأس العلج .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية