فعن ابن عباس ] قال: أسرت الروم عبد الله بن حذافة السهمي ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال له الطاغية: تنصر ، وإلا قتلتك أو ألقيتك في النقرة النحاس . قال: ما أفعل . فدعا بنقرة نحاس فملئت زيتا وأغليت ، ودعا رجلا من المسلمين ، فعرض عليه النصرانية فأبى ، فألقاه في النقرة ، فإذا بعظامه تلوح .
فقال لعبد الله بن حذافة : تنصر وإلا ألقيتك . قال: ما أفعل . فأمر به أن يلقى في النقرة ، فكتفوه فبكى ، فقالوا: قد جزع وبكى . قال: ردوه . قال: فقال: لا تظن أني بكيت جزعا ، ولكن بكيت إذ ليس بي إلا نفس واحدة يفعل بها هذا في [سبيل] الله عز وجل ، كنت أحب أن يكون لي من الأنفس عدد كل شعرة في ، ثم تسلط علي فتفعل بي هذا . قال: فأعجب به ، وأحب أن يطلقه ، فقال: قبل رأسي وأطلقك . قال: ما أفعل .
قال: تنصر وأزوجك ابنتي وأقاسمك ملكي . قال: ما أفعل . قال: قبل رأسي وأطلق معك ثمانين من المسلمين . فقال: أما هذا فنعم . فقبل رأسه فأطلقه وثمانين معه .
فلما قدموا على عمر قام إليه عمر فقبل رأسه ، فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمازحون عبد الله فيقولون: قبل رأس العلج .