الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب


            موافقات عمر رضي الله عنه

            قد وصلها بعضهم إلى أكثر من عشرين.

            أخرج ابن عساكر عن علي قال: (إن في القرآن لرأيا من رأي عمر ).

            وأخرج عن ابن عمر مرفوعا: « ما قال الناس في شيء وقال فيه عمر .. إلا جاء القرآن بنحو ما يقول عمر ».

            [وافقت ربي في ثلاث]

            1 - 3 - وأخرج الشيخان عن عمر قال: (وافقت ربي في ثلاث: قلت: يا رسول الله ; لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى، فنزلت: واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى . وقلت: يا رسول الله ; يدخل على نسائك البر والفاجر، فلو أمرتهن أن يحتجبن، فنزلت آية الحجاب، واجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة، فقلت: عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن، فنزلت كذلك).

            5 - وفي «التهذيب» للمزي : (نزل القرآن بموافقته: في أسرى بدر، وفي الحجاب، وفي مقام إبراهيم، وفي تحريم الخمر).

            فزاد خصلة خامسة، وحديثها في «السنن» و «مستدرك الحاكم » أنه قال: (اللهم ; بين لنا في الخمر بيانا شافيا). [وافقت ربي في أربع]

            6 - وأخرج ابن أبي حاتم في «تفسيره» عن أنس، قال: قال عمر : (وافقت ربي في أربع: نزلت هذه الآية: ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين الآية. فلما نزلت قلت أنا: فتبارك الله أحسن الخالقين، فنزلت: فتبارك الله أحسن الخالقين .

            موافقة عمر في قصة عبد الله بن أبي [موافقته في قصة عبد الله بن أبي]

            ثم رأيت في كتاب «فضائل الإمامين» لأبي عبد الله الشيباني قال: وافق عمر ربه في أحد وعشرين موضعا، فذكر هذه الستة وزاد:

            7 - قصة عبد الله بن أبي، قلت: حديثها في «الصحيح» عنه قال: (لما توفي عبد الله بن أبي.. دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة عليه، فقام إليه، فقمت حتى وقفت في صدره فقلت: يا رسول الله ; أوعلى عدو الله ابن أبي القائل يوم كذا وكذا؟ ! فوالله ; ما كان إلا يسيرا حتى نزلت: ولا تصل على أحد منهم مات أبدا الآية.. - لما استشار الصحابة في قصة الإفك.. قال عمر: من زوجكها يا رسول الله؟ قال: «الله» قال: أفتظن أن ربك دلس عليك فيها؟ سبحانك هذا بهتان عظيم، فنزلت كذلك.

            قصة عمر في الصيام لما جامع زوجته بعد الانتباه 13 - قصته في الصيام لما جامع زوجته بعد الانتباه، وكان ذلك محرما في أول الإسلام، فنزل: أحل لكم ليلة الصيام الآية..

            14 - قوله تعالى: من كان عدوا لجبريل الآية..

            أخرج ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى : أن يهوديا لقي عمر فقال: إن جبريل الذي يذكر صاحبكم عدو لنا، فقال عمر : من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين ، فنزلت على لسان عمر.

            15 - قوله تعالى: فلا وربك لا يؤمنون الآية.

            قلت: أخرج قصتها ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي الأسود، قال: اختصم رجلان إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقضى بينهما، فقال الذي قضى عليه: ردنا إلى عمر بن الخطاب، فأتيا إليه، فقال الرجل: قضى لي رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا، فقال: ردنا إلى عمر، فقال: أكذاك؟ قال: نعم، فقال عمر : مكانكما حتى أخرج إليكما، فخرج إليهما مشتملا على سيفه فضرب الذي قال: ردنا إلى عمر، فقتله، وأدبر الآخر، فقال: يا رسول الله ; قتل عمر والله صاحبي، فقال: «ما كنت أظن أن يجترئ عمر على قتل مؤمن»، فأنزل الله: فلا وربك لا يؤمنون الآية. فأهدر دم الرجل، وبرئ عمر من قتله.

            وله شاهد موصول أوردته في «التفسير المسند».

            16 - الاستئذان في الدخول ; وذلك أنه دخل عليه غلامه وكان نائما، فقال: اللهم حرم الدخول، فنزلت آية الاستئذان.

            17 - قوله في اليهود: (إنهم قوم بهت).

            18 - قوله تعالى: ثلة من الأولين وثلة من الآخرين .

            19 - رفع تلاوة (الشيخ والشيخة إذا زنيا...) الآية.

            20 - قوله يوم أحد لما قال أبو سفيان: أفي القوم فلان؟: (ألا نجيبه؟) فوافقه صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم.

            قلت: أخرج قصته أحمد في «مسنده».

            قال: ويضم إلى هذا ما أخرجه عثمان بن سعيد الدارمي في كتاب: «الرد على الجهمية» من طريق ابن شهاب عن سالم بن عبد الله : أن كعب الأحبار قال: (ويل لملك الأرض من ملك السماء، فقال عمر : إلا من حاسب نفسه، فقال كعب: والذي نفسي بيده ; إنها في التوراة لتابعتها، فخر عمر ساجدا).

            ثم رأيت في «الكامل» لابن عدي من طريق عبد الله بن نافع - وهو ضعيف - عن أبيه، عن ابن عمر : أن بلالا كان يقول - إذا أذن -: أشهد أن لا إله إلا الله حي على الصلاة، فقال له عمر: قل في أثرها: أشهد أن محمدا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قل كما قال عمر ».

            التالي السابق


            الخدمات العلمية