الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب


            إمارة عبد الله بن الزبير رضي الله عنه

            لما هلك يزيد بلغ الخبر عبد الله بن الزبير بمكة . واستفحل أمره بالحجاز وما والاها ، وبايعه الناس بعد يزيد بيعة عامة هناك ، واستناب على المدينة أخاه عبيدة بن الزبير ، وأمره بإجلاء بني أمية عن المدينة ، فأجلاهم فرحلوا إلى الشام ، وفيهم مروان وابنه عبد الملك ، ثم بعث أهل البصرة إلى ابن الزبير بعد حروب جرت بينهم وفتن كثيرة يطول استقصاؤها ، غير أنهم في أقل من ستة أشهر أقاموا عليهم نحوا من أربعة أمراء من بينهم ، ثم اضطربت أمورهم ، ثم بعثوا إلى ابن الزبير ، وهو بمكة يجلبونه إلى أنفسهم ، فكتب إلى أنس بن مالك ليصلي بهم .

            وبعث ابن الزبير إلى أهل الكوفة عبد الله بن يزيد الأنصاري على الصلاة ، وإبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله على الخراج ، واستوثق له المصران جميعا ، وأرسل إلى أهل مصر فبايعوه . واستناب عليها عبد الرحمن بن جحدم ، وأطاعت له الجزيرة . وبعث على البصرة الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة ، وبعث إلى اليمن فبايعوه ، وإلى خراسان فبايعوه ، وإلى الضحاك بن قيس بالشام فبايع ، وقيل : إن أهل دمشق وأعمالها من بلاد الأردن لم يبايعوه ; لأنهم بايعوا مروان بن الحكم لما رجع الحصين بن نمير من مكة إلى الشام .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية