ذكر من توفي في سنة ست وتسعين من الأكابر قرة بن شريك القيسي وفي سنة ست وتسعين توفي قرة بن شريك القيسي أمير مصر من جهة الوليد . في صفر ، وقيل : مات سنة خمس وتسعين في الشهر الذي مات فيه الحجاج . وفيها مات شريح القاضي ، وقيل سنة سبع وتسعين ، وله مائة وعشرون سنة .
وفيها مات عبد الرحمن بن أبي بكرة .
ومحمود بن لبيد الأنصاري ، وله صحبة . إبراهيم بن يزيد بن الأسود ، أبو عمران النخعي : إبراهيم بن يزيد بن الأسود ، أبو عمران النخعي
كان إماما في الفقه ، يعظمه الأكابر ، وكان سعيد بن جبير يقول: أتستفتوني وفيكم إبراهيم .
وكان شديد الهيبة ، يهاب كما يهاب الأمير ، وكان يتخوف من الفتوى ويحتقر نفسه ويقول: احتيج إلي . ويكره أن يستند إلى السارية ، ولا يتكلم حتى يسأل وحمل الناس عنه العلم وهو ابن ثماني عشرة سنة . وكان يصوم يوما ويفطر يوما .
عن محمد بن مسلم الزهري ، قال :
قدمت على عبد الملك بن مروان ، فقال لي: من أين [قدمت] يا زهري؟
قلت: من مكة ، فقال: من خلفت بها يسود أهلها؟ قلت: عطاء بن أبي رباح ، قال:
فمن العرب أم من الموالي؟ قلت: من الموالي ، قال: وبم سادهم؟ قلت: بالديانة والرواية ، قال: إن أهل الديانة والرواية لينبغي أن يسودوا ، فمن يسود أهل اليمن؟ قلت:
طاوس بن كيسان ، قال: من العرب أم من الموالي؟ قلت: من الموالي ، قال: وبم سادهم؟ قلت: بما سادهم به عطاء ، قال: إنه لينبغي . قال: فمن يسود أهل مصر؟
قلت: يزيد بن أبي حبيب ، قال: فمن العرب أم من الموالي؟ قلت: من الموالي ، [عبد نوبي أعتقته امرأة من هذيل] ، قال: فمن يسود أهل الجزيرة؟ قلت: ميمون بن مهران ، قال: فمن العرب أم من الموالي؟ قلت: من الموالي ، قال: فمن يسود أهل البصرة؟ قلت: الحسين بن أبي الحسن ، قال: فمن العرب أم من الموالي؟ قلت: من الموالي ، قال: ويلك ، فمن يسود أهل الكوفة؟ قلت: إبراهيم النخعي ، قال: فمن العرب أم من الموالي؟ قلت: من العرب ، قال: ويلك يا زهري ، فرجت عني ، والله ليسودن الموالي على العرب حتى يخطب لها على المنابر والعرب تحتها ، قلت: يا أمير المؤمنين ، إنما هو أمر الله ودينه ، فمن حفظه ساد ، ومن ضيعه سقط .
وعن إبراهيم أنه قال:
قد تكلمت ولو وجدت بدا ما تكلمت ، وإن زمانا أكون فيه فقيه الكوفة لزمان سوء .
عن الأعمش ، قال:
خرجت أنا وإبراهيم النخعي ونحن نريد الجامع ، فلما صرنا في خلال طرقات الكوفة قال لي: يا سليمان ، قلت: لبيك ، قال: هل لك أن تأخذ في خلال طرقات الكوفة كي لا نمر بسفهائها فينظرون إلى أعور وأعمش فيغتابونا ويأثمون؟ قلت: يا أبا عمران ، وما عليك في أن نؤجر ويأثمون؟ قال: يا سبحان الله ، بل نسلم ويسلمون خير من أن نؤجر ويأثمون .
عن عمران الخياط ، قال:
دخلنا على إبراهيم النخعي نعوده وهو يبكي ، فقلنا: ما يبكيك؟ قال: أنتظر ملك الموت ، لا أدري يبشرني بالجنة أم بالنار .
أدرك إبراهيم النخعي أبا سعيد الخدري ، وعائشة ، وعامة ما يروي عن التابعين كعلقمة ، ومسروق ، والأسود . وتوفي هذه السنة وهو ابن تسع وأربعين سنة . وقيل: ابن نيف وخمسين سنة .
وكان الشعبي يقول: والله ما ترك بعده مثله .
عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان :
أمه حفصة بنت عبد الله بن عمر بن الخطاب ، توفي بمصر في هذه السنة .
وهذا الرجل تزوج إليه أربعة من الخلفاء ، كان له بنت اسمها عبدة تزوجها الوليد بن عبد الملك ، وبنت تكنى أم سعيد تزوجها يزيد بن عبد الملك ، ورقية تزوجها هشام بن عبد الملك ، وبنت اسمها عائشة تزوجها سليمان بن عبد الملك .