الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            أخذ الرشيد لولده عبد الله المأمون البيعة بولاية العهد من بعد أخيه محمد ابن زبيدة الأمين ،  وذلك بالرقة بعد مرجعه من الحج. وفي سنة اثنتين وثمانين ومائة بايع الرشيد لعبد الله المأمون بولاية العهد بعد الأمين ، وولاه خراسان وما يتصل بها إلى همذان ، ولقبه المأمون ، وسلمه إلى جعفر بن يحيى .

            ( وهذا من العجائب ، فإن الرشيد قد رأى ما صنع أبوه وجده المنصور بعيسى بن موسى ، حتى خلع نفسه من ولاية العهد ، وما صنع أخوه الهادي ليخلع نفسه من العهد ، فلو لم يعاجله الموت لخلعه ، ثم هو يبايع للمأمون بعد الأمين ، وحبك الشيء يعمي ويصم ) . ثم وجهه إلى مدينة السلام ، ومعه من أهل بيته : جعفر بن المنصور ، وعبد الملك بن صالح . ومن القواد : علي بن عيسى ، فبويع له بمدينة السلام حين قدمها الحسين بن الصباح الزعفراني . قال : لما قدم الشافعي إلى بغداد وافق عقد الرشيد للأمين والمأمون [على العهد ] .

            قال : فبكر الناس ليهنئوا الرشيد ، فجلسوا في دار العامة ينتظرون الإذن ، قال : فجعل الناس يقولون : كيف ندعو لهما ؟ فإنا إذا فعلنا ذلك كان دعاء على الخليفة ، وإن لم ندع لهما كان تقصيرا ؟ قال : فدخل الشافعي رضي الله عنه ، فجلس ، فقيل له في ذلك ، فقال : الله الموفق . فلما أذن دخل الناس ، وكان أول متكلم الشافعي رضي الله عنه فقال :


            لا قصرا عنها ولا بلغتهما حتى تطول على يديك طوالها

            التالي السابق


            الخدمات العلمية