وفي سنة اثنتين وثمانين ومائة حملت ابنة خاقان ملك الخزر إلى الفضل بن يحيى ، فماتت ببرذعة ، فرجع من معها إلى أبيها فأخبروه أنها قتلت غيلة ، فتجهز إلى بلاد الإسلام .
وغزا الصائفة عبد الرحمن بن عبد الملك بن صالح ، فبلغ أفسوس ، مدينة أصحاب الكهف .
وفيها سملت الروم عيني ملكهم قسطنطين بن أليون ، وأقروا أمه ريني وتلقب : عطسة .
وحج بالناس موسى بن عيسى بن موسى .
وكان على الموصل هرثمة بن أعين .
( وفيها جاز سليمان بن عبد الرحمن ، صاحب الأندلس ، إلى بلاد الأندلس من الشرق ، وتعرض لحرب ابن أخيه الحكم بن هشام بن عبد الرحمن ، صاحب البلاد ، فسار إليه الحكم في جيوش كثيرة ، وقد اجتمع إلى سليمان كثير من أهل الشقاق ومن يريد الفتنة ، فالتقيا واقتتلا ، واشتدت الحرب ، فانهزم سليمان واتبعه عسكر الحكم ، وعادت الحرب بينهم ثانية في ذي الحجة ، فانهزم فيها سليمان ، واعتصم بالوعر والجبال ، فعاد الحكم .
ثم عاد سليمان فجمع برابر ، وأقبل إلى جانب إستجة ، فسار إليهم الحكم ، فالتقوا واقتتلوا سنة ثلاث وثمانين ومائة ، واشتد القتال ، فانهزم سليمان ، واحتمى بقرية ، فحصره الحكم ، وعاد سليمان ( منهزما ) إلى ناحية فريش ) .
( وفيها كان بقرطبة سيل عظيم ، فغرق كثير من ربضها القبلي ، وخرب كثير منه ، وبلغ السيل شقندة ) . وفيها . رجع يحيى بن خالد البرمكي من مجاورته بمكة إلى بغداد وحج بالناس فيها موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس .