ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
إبراهيم بن سعد بن عبد الرحمن بن عوف بن إسحاق الزهري إبراهيم بن سعد بن عبد الرحمن بن عوف بن إسحاق الزهري .
سمع أباه ، وابن هشام ، وابن شهاب وابن عروة ، وغيرهم .
روى عنه : شعبة ، والليث بن سعد ، وابن مهدي ، وعلي بن الجعد ، وأحمد بن حنبل ، وكان ثقة ، ونزل بغداد فمات بها في هذه السنة وهو ابن خمس وسبعين سنة ، ودفن في مقابر باب التين .
بهلول بن راشد الإفريقي بهلول بن راشد الإفريقي .
روى عن يونس بن يزيد ، والقعنبي وكانت له عبادة وفضل ، أمر محمد بن مقاتل العتكي الأمير بالمعروف فضربه فمات بإفريقية في هذه السنة .
داود بن مهران بن زياد ، أبو هاشم الربعي داود بن مهران بن زياد ، أبو هاشم الربعي .
ولد سنة مائة ، وقدم مصر سنة تسع وثلاثين ، وخرج عن المغرب إلى البصرة ، وأقام بها ورجع إلى مصر سنة ستين وخرج إلى المغرب فأقام بها ، وعاد إلى مصر فمات بها في رمضان هذه السنة ، وكان عالما دينا في خلقه زعارة لا يحدث .
علي بن الفضيل بن عياض علي بن الفضيل بن عياض .
مات في حياة أبيه ، وكان متعبدا ، مجتهدا ، شديد الخوف من الله تعالى على حداثة سنه ، يدقق في الورع ، ويبالغ في النظر في المطعم ، وقد أسند الحديث عن عبد العزيز بن أبي رواد ، وسفيان بن عيينة ، وغيرهما .
وعن محمد بن الحسين قال : كان علي بن الفضيل يصلي حتى يزحف إلى فراشه ثم [يلتفت إلى أبيه ] فيقول : يا أبت ، سبقني العائدون .
قال الدورقي : وحدثني محمد بن شجاع ، عن سفيان بن عيينة قال : ما رأيت أحدا أخوف من الفضيل وابنه علي .
علي بن زياد ، أبو الحسن العبسي المغربي علي بن زياد ، أبو الحسن العبسي المغربي .
من أهل تونس ، رحل إلى الحجاز والعراق في طلب العلم . وروى عن : الثوري ، ومالك ، وهو الذي أدخل المغرب "جامع الثوري " ، و "موطأ مالك " وفسر لهم قول مالك ولم يكونوا يعرفونه [قبل ذلك ] ، وهو معلم سحنون بن سعيد الفقيه .
توفي في هذه السنة .
محمد بن صبيح ، أبو العباس المذكر محمد بن صبيح ، أبو العباس المذكر ، مولى بني عجل ، يعرف : بابن السماك .
سمع هشام بن عروة ، وإسماعيل بن أبي خالد ، والأعمش ، وسفيان الثوري ، وغيرهم .
روى عنه : حسين بن [علي ] الجعفي ، وأحمد بن حنبل ، وغيرهما . وله مواعظ حسان ، ومقامات عند الرشيد .
وعن أبي المغيرة بن شعيب قال : حضرت يحيى بن خالد [وهو ] يقول لابن السماك : إذا دخلت على أمير المؤمنين فأوجز ولا تكثر عليه . قال : فلما دخل عليه وقام بين يديه قال : يا أمير المؤمنين ، إن لك بين يدي الله مقاما ، وإن لك من مقامك منصرفا ، فانظر إلى أين منصرفك إلى الجنة أم إلى النار . قال : فبكى هارون حتى كاد أن يموت .
توفي ابن السماك بالكوفة في هذه السنة .
موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ، أبو الحسن الهاشمي . موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ، أبو الحسن الهاشمي
ولد بالمدينة في سنة ثمان وعشرين . وقيل : سنة تسع وعشرين . وولد له أربعون ولدا من ذكر وأنثى ، وكان كثير التعبد ، جوادا ، وإذا بلغه عن رجل أنه يؤذيه بعث إليه ألف دينار ، وخرج إلى الصلح .
وأهدى له بعض العبيد عصيدة ، فاشترى الضيعة التي فيها ذلك العبد والعبد بألف دينار ، وأعتقه ووهبها له .
وأقدمه المهدي بغداد ثم رده إلى المدينة لمنام له رآه .
وعن الفضل بن الربيع ، عن أبيه : أنه لما حبس المهدي موسى بن جعفر رأى المهدي في النوم علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يقول : يا محمد فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم قال الربيع : فأرسل إلي ليلا ، فراعني ذلك فجئته ، فإذا هو يقرأ هذه الآية ، وكان أحسن الناس صوتا . وقال علي بموسى بن جعفر : فجئته به فعانقه وأجلسه إلى جانبه ، وقال : يا أبا الحسن ، رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في النوم فقرأ علي كذا ، فتؤمنني أن تخرج علي أو على أحد من ولدي ؟ فقال : والله لا فعلت ذلك ، ولا هو من شأني قال : صدقت ، يا ربيع أعطه ثلاثة آلاف دينار ورده إلى أهله إلى المدينة قال الربيع : فأحكمت أمره ليلا ، فما أصبح إلا وهو على الطريق خوف العوائق .
قال ابن الجوزي رحمه الله : ثم لم يزل مقيما بالمدينة إلى أيام الرشيد ، فحج الرشيد فاجتمعا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فسمع منه الرشيد كلاما غيره .
وهو ما أخبرنا به منصور القزاز بسنده عن عبد الرحمن بن صالح الأزدي قال : حج هارون الرشيد فأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم زائرا له وحوله قريش وأفياء القبائل ومعه موسى بن جعفر فلما انتهيا إلى القبر قال : السلام عليك يا رسول الله ، يا ابن عم . افتخارا على من حوله ، فدنا موسى بن جعفر فقال : السلام عليك يا أبت فتغير وجه هارون وقال : هذا الفخر يا أبا الحسن حقا ؟
ثم اعتمر الرشيد في رمضان سنة تسع وسبعين ، فحمل موسى معه إلى بغداد فحبسه بها ، فتوفي في حبسه ، فلما طال حبسه كتب إلى الرشيد بما أخبرنا به عبد الرحمن بن محمد بسنده قال : حدثني أحمد بن إسماعيل قال : بعث موسى بن جعفر إلى الرشيد من الحبس رسالة كانت : إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء ، حتى نقضي جميعا إلى يوم ليس فيه انقضاء ، يخسر فيه المبطلون . توفي موسى بن جعفر لخمس بقين من رجب هذه السنة .
وعن أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي قال : سمعت الحسن بن إبراهيم الخلال يقول : ما أهمني أمر ، فقصدت قبر موسى بن جعفر ، فتوسلت به إلا سهل الله لي ما أحب .
هشيم بن بشير بن أبي حازم ، واسم أبي حازم : القاسم بن دينار . وكنية هشيم : أبو معاوية ، السلمي الواسطي . هشيم بن بشير بن أبي حازم
بخاري الأصل . ولد سنة أربع ومائة ، وكان أبوه طباخ الحجاج بن يوسف .
سمع هشيم من : عمرو بن دينار ، والزهري ، ويونس بن عبيد ، وأيوب ، وابن عون ، وخلق كثير .
روى عنه : مالك ، والثوري ، وشعبة ، وابن المبارك ، وأحمد بن حنبل ، وغيرهم .
وكان من العلماء الحفاظ الثقات .
وعن أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب قال : قال أبو إسحاق الحربي كان هشيم رجلا كان أبوه صاحب صحناة وكواميخ ، يقال له : بشر ، فطلب ابنه هشيم الحديث واشتهاه ، وكان أبوه يمنعه ، فكتب الحديث حتى جالس أبا شيبة القاضي ، وكان يناظر أبا شيبة في الفقه ، فمرض هشيم ، فقال أبو شيبة : ما فعل ذلك الفتى الذي كان يجيء إلينا ؟ قالوا : عليل . فقال : قوموا بنا حتى نعوده [فقام أهل المجلس جميعا يعودونه حتى جاءوا إلى منزل بشير ، فدخلوا إلى هشيم ، فجاء رجل إلى بشير ويده في الصحناة . فقال : الحق ابنك ، قد جاء القاضي إليه يعوده ] فجاء بشير والقاضي في داره فلما خرج قال لابنه : يا بني ، قد كنت أمنعك من طلب الحديث ، فأما اليوم فلا . فصار القاضي يجيء إلى بابي ، متى أملت أنا هذا ؟ .
وعن عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال : حدثني من سمع عمرو بن عون قال : مكث هشيم يصلي الفجر بوضوء عشاء الآخرة قبل أن يموت عشر سنين .
توفي هشيم ببغداد في شعبان هذه السنة .
يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، أبو سعيد يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، أبو سعيد .
سمع أباه وهشاما بن عمر ، والأعمش . [وغيرهم . روى عنه : قتيبة ، وأحمد ، ويحيى ] وغيرهم وولي قضاء المدائن ، وكان عالما ثقة .
وقال ابن المديني : انتهى العلم إليه في زمانه . وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : هو أول من صنف الكتب بالكوفة .
توفي في هذه السنة . وقيل : في سنة اثنتين وثمانين . وقيل أربع وثمانين ، وهو ابن ثلاث وستين سنة .
يونس بن حبيب يونس بن حبيب .
صحب أبا عمرو بن العلاء ، وسمع من العرب . وقد روى عن العرب . وروى عنه سيبويه ، فأكثر . وله مذهب في النحو تفرد به ، وقد سمع منه الكسائي والفراء ، وكانت حلقته بالبصرة يتباهى بها أهل العلم وأهل الأدب وفصحاء العرب والبادية .
توفي في هذه السنة وله ثمان وتسعون سنة .