ذكر اتفاق الحكم صاحب الأندلس وعمه عبد الله
وفي سنة ست وثمانين ومائة اتفق الحكم بن هشام بن عبد الرحمن أمير الأندلس ، وعمه عبد الله بن عبد الرحمن البلنسي .
وسبب ذلك أن عبد الله لما سمع بقتل أخيه سليمان عظم عليه ، وخاف على نفسه ، ولزم بلنسية ولم يفارقها ، ولم يتحرك لإثارة فتنة ، وأرسل إلى الحكم يطلب المسالمة ، والدخول في طاعته .
وقيل : بل الحكم أرسل إليه رسلا ، وكتب إليه يعرض عليه المسالمة ، ويؤمنه ، وبذل له الأرزاق الواسعة ، ولأولاده ، فأجاب عبد الله إلى الاتفاق ، واستقرت القاعدة بينهم على يد يحيى بن يحيى ، صاحب مالك ، وغيره من العلماء ، وزوج الحكم أخواته من أولاد عمه عبد الله ، وسار إليه عبد الله ، فأكرمه الحكم ، وعظم محله ، وأجرى له ولأولاده الأرزاق الواسعة والصلات السنية .
وقيل : إن المراسلة في الصلح كانت هذه السنة ، واستقر الصلح سنة سبع وثمانين ومائة .