ذكر ملك عماد الدين زنكي أيضا مدينة سرجي ودارا
لما فرغ من أمر الأثارب وتلك النواحي عاد إلى ديار الجزيرة ، وكان قد بلغه عن حسام الدين تمرتاش بن إيلغازي صاحب ماردين ، وابن عمه ركن الدولة داود بن سقمان صاحب حصن كيفا ، قوارص ، فعاد إليهم وحصر مدينة سرجي ، وهي بين ماردين ونصيبين ، فاجتمع حسام الدين وركن الدولة وصاحب آمد وغيرهم ، وجمعوا خلقا كثيرا من التركمان بلغت عدتهم عشرين ألفا ، وساروا إليه ، فتصافوا بتلك النواحي ، فهزمهم عماد الدين وملك سرجي .
فحكى لي والدي قال :
لما انهزم ركن الدولة داود قصد بلد جزيرة ابن عمر ونهبه ، فبلغ الخبر إلى عماد الدين ، فسار نحو الجزيرة ، وأراد دخول بلد داود ، ثم عاد لضيق مسالكه وخشونة الجبال التي في الطريق ، وسار إلى دارا فملكها ، وهي من القلاع في تلك الأعمال .