الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ذكر وفاة الخليفة المقتفي لأمر الله وشيء من سيرته

            في هذه السنة ، ثاني ربيع الأول ، توفي أمير المؤمنين المقتفي لأمر الله أبو عبد الله محمد بن المستظهر بالله أبي العباس أحمد بن المقتدي بأمر الله ، رضي الله عنه ، بعلة التراقي ، وكان مولده ثاني عشر ربيع الآخر سنة تسع وثمانين وأربعمائة ، وأمه أم ولد تدعى ياعي ، وكانت خلافته أربعا وعشرين سنة وثلاثة أشهر وستة عشر يوما ، ووافق أباه المستظهر بالله في علة التراقي وماتا جميعا في ربيع الأول .

            وكان حليما كريما عادلا حسن السيرة من الرجال ذوي الرأي والعقل الكثير ، وهو أول من استبد بالعراق منفردا عن سلطان يكون معه من أول أيام الديلم إلى الآن ، وأول خليفة تمكن من الخلافة وحكم على عسكره وأصحابه من حين تحكم المماليك على الخلفاء من عهد المستنصر إلى الآن ، إلا أن يكون المعتضد ، وكان شجاعا مقداما مباشرا للحروب بنفسه ، وكان يبذل الأموال العظيمة لأصحاب الأخبار في جميع البلاد حتى كان لا يفوته منها شيء . وتقدم موت السلطان محمد شاه قبله بثلاثة أشهر ، وكذلك المستظهر مات قبله محمد بثلاثة ، وبعد غرق بغداد بسنة مات القائم ، وكذلك هذا . قال عفيف الناسخ : رأيت في المنام قائلا يقول : إذا اجتمعت ثلاث خاءات مات المقتفي . يعني : خمسا وخمسين وخمسمائة .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية