وفي هذا اليوم هبت ريح شديدة قصفت النخل والشجر ورمت الأخصاص وتبعها مطر وبرد كثير ووقع بهذه الريح حائط من دار بيت القهرمانة في الجانب الغربي مما يلي الحريم فظهر بين الآجر سطيحة فيها تسعة أرطال ذهبا فأخذها الذي وجدها وأعلم بها المخزن فأخذت منه وذكر أن هذا الذهب خبأه ابن القهرمانة لأولاده وأعلم به غلاما له وقال قد تركت في هذا الحائط ذهبا لأولادي فلا تعلمهم به إلا أن يحتاجوا إليه فلما مات أخبرهم به الغلام وزعم أنه قد شذ منه الموضع فضربوه فمات . وفي هذه السنة: تزوج أمير المؤمنين ابنة عمه أبي نصر بن المستظهر بالله واجتمع بها في أيام الدعوة التي تختص بالصوفية . وفي يوم السبت عاشر شوال: عبر أهل بغداد إلى الجانب الغربي نحو الظاهرية يتفرجون في صيد السمك لأن الماء زاد في الفرات حتى فاض إلى تلك الأجمة ولها نيف وثلاثون سنة لم ينعقد فيها سمك وإنما صارت مزارع فكثر سمكها . وفي هذه السنة عاد ضمانها حتى كان يباع ثلاثة أرطال أو أربعة أرطال بحبة . وفي ذلك يقول عرقلة المسمى بحسان الشاعر :
أقول والأتراك قد أزمعت مصر إلى حرب الأعاريب رب كما ملكتها يوسف الص
ديق من أولاد يعقوب يملكها في عصرنا يوسف الص
ادق من أولاد أيوب من لم يزل ضراب هام العدا
حقا وضراب العراقيب
ويستقر بمصر يوسف وبه تقر بعد التنائي عين يعقوب
ويلتقي يوسف فيها بإخوته والله يجمعهم من غير تثريب