الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ملك صلاح الدين قلعة بعرين

            في سنة سبعين وخمسمائة، في العشر الأول من شوال ، ملك صلاح الدين قلعة بعرين من الشام ، وكان [ صاحبها ] فخر الدين مسعود بن الزعفراني ، وهو من أكابر الأمراء النورية ، فلما رأى قوة صلاح الدين نزل منها ، واتصل بصلاح الدين ، وظن أنه يكرمه ويشاركه في ملكه ، ولا ينفرد عنه بأمر مثل ما كان مع نور الدين ، فلم ير من ذلك شيئا ، ففارقه ، ولم يكن بقي له من إقطاعه الذي كان له في الأيام النورية غير بعرين ونائبه بها ، فلما صالح صلاح الدين الملك الصالح بحلب ، عاد إلى حماة وسار منها إلى بعرين ، وهي قريبة منها ، فحصرها ونصب عليها المجانيق ، وأدام قتالها ، فسلمها واليها بالأمان ، فلما ملكها عاد إلى حماة ، فأقطعها خاله شهاب الدين محمود بن تكش الحارمي ، وأقطع حمص ناصر الدين محمد ابن عمه شيركوه ، وسار منها إلى دمشق فدخلها أواخر شوال من السنة .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية