في سنة ست وسبعين وخمسمائة ، بالإسكندرية ، وكان قد أخذها من أخيه إقطاعا ، فأقام بها فتوفي وهو الذي افتتح بلاد اليمن عن أمر أخيه صلاح الدين ، فمكث فيها حينا واقتنى منها أموالا جزيلة ، ثم استناب فيها ، وأقبل نحو أخيه إلى الشام شوقا إليه ، وقد كتب إليه من أثناء الطريق شعرا عمله له شاعره ابن المنجم ، وكانوا قد وصلوا إلى تيماء توفي شمس الدولة تورانشاه بن أيوب ، أخو صلاح الدين الأكبر
فهل لأخي بل مالكي علم أنني إليه وإن طال التردد راجع وإني بيوم واحد من لقائه
لملكي على عظم المزية بائع ولم يبق إلا دون عشرين ليلة
وتجني المنى أبصارنا والمسامع لدى ملك تعنو الملوك إذا بدا
وتخشع إعظاما له وهو خاشع كتبت وأشواقي إليك ببعضها
تعلمت النوح الحمام السواجع وما الملك إلا راحة أنت زندها
تضم على الدنيا ونحن الأصابع
هو الملك إن تسمع بكسرى وقيصر فإنهما في الجود والبأس عبداه
وما حاتم ممن يقاس بمثله فخذ ما رأيناه ودع ما رويناه
ولذ بذراه مستجيرا فإنه يجيرك من جور الزمان وعدواه
ولا تتحمل للسحائب منة إذا هطلت جودا سحائب جدواه
ويرسل كفيه بما اشتق منهما فلليمن يمناه ولليسر يسراه