الغارة على بلد عكا
أرسل صلاح الدين إلى ولده الأفضل يأمره أن يرسل قطعة صالحة من الجيش إلى بلد عكا ينهبونه ويخربونه ، فسير مظفر الدين كوكبري بن زين الدين ، وهو صاحب حران والرها ، وأضاف إليه قايماز النجمي ودلدرم الياروقي - وهما من أكابر الأمراء - وغيرهما فساروا ليلا ، وصبحوا صفورية أواخر صفر .
فخرج إليهم الفرنج في جمع من الداوية والاسبتارية وغيرهما ، فالتقوا هناك ، وجرت بينهم حرب تشيب لها المفارق السود .
ثم أنزل الله تعالى نصره على المسلمين ، فانهزم الفرنج ، وقتل منهم جماعة ، وأسر الباقون ، وفيمن قتل مقدم الاسبتارية ، وكان من فرسان الفرنج المشهورين ، وله الكنايات العظيمة في المسلمين ، ونهب المسلمون ما جاورهم من البلاد ، وغنموا وسبوا ، وعادوا سالمين ، وكان عودهم على طبرية ، وبها القمص ، فلم ينكر ذلك ، فكان فتحا كثيرا ، فإن الداوية والاسبتارية هم جمرة الفرنج ، وسيرت البشائر إلى البلاد بذلك .